نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 8 صفحه : 137
رءوسنا الطير ، وفي يده عود ينكت به الأرض فرفع رأسه فقال : استعيذوا من
عذاب القبر مرتين أو ثلاثا.
ثم قال : إن
العبد المؤمن ـ إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ـ نزل إليه ملائكة
من السماء بيض الوجوه ـ كأن وجوههم الشمس ، معهم أكفان من كفن الجنة وحنوط من حنوط
الجنة ـ حتى يجلسوا منه مد البصر ـ ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول :
أيتها النفس الطيبة ـ اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ـ فتخرج تسيل كما تسيل القطر
من في السقاء ـ وإن كنتم ترون غير ذلك فيأخذها ـ فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة
عين ـ حتى يأخذوها ـ فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ـ فتخرج منها كأطيب
نفحة مسك ـ وجدت على وجه الأرض ـ فيصعدون بها فلا يمرون على ملإ من الملائكة إلا
قالوا : ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون : فلان بن فلان ـ بأحسن أسمائه التي كانوا
يسمونه بها في الدنيا ـ حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا ـ فيستفتحون له فتفتح
لهم ـ فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها ـ حتى ينتهي به إلى السماء
السابعة فيقول الله : اكتبوا كتاب عبدي في عليين ، وأعيدوه إلى الأرض ـ فإني منها
خلقتهم وفيها أعيدهم ـ ومنها أخرجهم تارة أخرى فيعاد روحه في جسده.
فيأتيه الملكان
فيجلسان فيقولان له : من ربك؟ فيقول : ربي الله ، فيقولان له : ما دينك؟ فيقول :
ديني الإسلام ـ فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول هو رسول الله ـ فيقولان
له : وما علمك؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت ـ فينادي مناد من السماء إن
صدق عبدي ـ فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة ـ وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه
من روحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مد بصره ، ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب
طيب الريح ـ فيقول : أبشر بالذي يسرك ، هذا يومك الذي كنت توعد! فيقول له : من أنت؟
فوجهك الوجه يجيء بالخير. فيقول : أنا عملك الصالح ـ فيقول : رب أقم الساعة أقم
الساعة ـ حتى أرجع إلى أهلي ومالي.
قال : وإن
العبد الكافر ـ إذا كان في إقبال من الآخرة وانقطاع من الدنيا ـ نزل إليه من
السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح ـ فيجلسون منه مد البصر ـ ثم يجيء ملك الموت
حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 8 صفحه : 137