responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 8  صفحه : 113

النظم ليتخلص به إلى ذكر التخاصم الذي يقع بين متقدميهم ومتأخريهم ، وقد قال تعالى :  أن ذلك لحق تخاصم أهل النار ص : ٦٤.

وفي الآية دلالة على أن من الجن أمما يموتون بآجال خاصة قبل انتهاء أمد الدنيا على خلاف إبليس الباقي إلى يوم الوقت المعلوم.

قوله تعالى : كلما دخلت أمة لعنت أختها هذا من جملة خصامهم في النار وهو لعن كل داخل من تقدم عليه في الدخول ، واللعن هو الابعاد من الرحمة ومن كل خير والأخت المثل.

قوله تعالى : حتى إذا اداركوا فيها جميعا إلى آخر الآيتين ، اداركوا أي تداركوا أي أدرك بعضهم بعضا اللاحقون السابقين أي اجتمعوا في النار جميعا.

والمراد بالأولى والاخرى اللتين تتخاصمان ما هو كذلك بحسب الرتبة أو بحسب الزمان فإن الأولى منهم مقاما وهم رؤساء الضلال ، وأئمة الكفر المتبوعون أعانوا تابعيهم بإضلالهم على الضلال ، وكذا الأولى منهم زمانا وهم الأسلاف المتقدمون أعانوا متأخريهم على ضلالتهم لانهم هم الذين جرؤوهم بفتح الباب لهم وتمهيد الطريق لسلوكهم.

والضعف بالكسر فالسكون ما يكرر الشئ فضعف الواحد اثنان وضعف الاثنين أربعة غير أنه ربما أريد به ما يوجب تكرار شئ آخر فقط كالاثنين يوجب بنفسه تكرار الواحد فضعف الواحد اثنان وضعفاه أربعة ، وربما أريد به ما يوجب التكرار بانضمامه إلى شئ كالواحد يوجب تكرار واحد آخر بانضمامه إليه لأنهما يصيران بذلك اثنين فكل واحد من جزئي الاثنين ضعف وهما جميعا ضعفان نظير الزوج فالاثنان زوج وهما زوجان وعلى كلا الاعتبارين ورد استعماله في كلامه تعالى ، قال تعالى كما في هذه الآية فآتهم عذابا ضعفا وقال تعالى : ضعفين من العذاب.

وقوله : قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا الخ ، نوع من الالتفات لطيف في بابه فيه رجوع من مخاطبتهم بالمخاصمة إلى مخاطبة الله سبحانه بالدعاء عليهم معللا بظلمهم فيفيد فائدة التكنية بالإشارة إلى الملزوم وإفادة الملازمة ، وفيه مع ذلك نوع من الايجاز فإن فيه اكتفاء بمحاورة واحدة عن محاورتين ، والتقدير قالت أخراهم لأولاهم

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 8  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست