نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 7 صفحه : 40
فليس من شرط كتاب مكتوب إلى قوم أن يكون بلسانهم بل أن تقوم عليهم حجته
وتشملهم مضامينه ، وقد دعا صلىاللهعليهوآله بكتابه إلى مصر والحبشة والروم وإيران ولسانهم غير لسان
القرآن ، وقد كان فيمن آمن به في حياته وقبل إيمانهم سلمان الفارسي وبلال الحبشي
وصهيب الرومي وعدة من اليهود ولسانهم عبري هذا كله مما لا ريب فيه.
قوله
تعالى : « أَإِنَّكُمْ
لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرى قُلْ لا أَشْهَدُ » إلى آخر الآية ، لما ذكر شهادة الله وهو أكبر شهادة
على رسالته ولم يرسل إلا ليدعوهم إلى دين التوحيد ، وليس لأحد بعد شهادة الله
سبحانه على أن لا شريك له في ألوهيته أن يشهد أن مع الله آلهة أمر نبيه أن يسألهم
سؤال متعجب منكر : هل يشهدون بتعدد الآلهة ، وهذا هو الذي يدل عليه تأكيد المسئول
عنه بأن واللام ، كأن النفس لا تقبل أن يشهدوا به بعد أن سمعوا شهادة الله تعالى.
ثم أمره أن
يخالفهم في الشهادة فينفي عن نفسه الشهادة بما شهدوا به فقال : « قُلْ لا أَشْهَدُ » أي بما شهدتم به بقرينة المقام ، ثم قال : « قُلْ إِنَّما هُوَ
إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ » وهو شهادة على وحدانيته تعالى ، والبراءة مما يدعون له
من شركاء.
قوله
تعالى : « الَّذِينَ
آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ » وهذا إخبار عما شهد به الله سبحانه في الكتب المنزلة
على أهل الكتاب ، وعلمه علماء أهل الكتاب مما عندهم من كتب الأنبياء من البشارة
بعد البشارة بالنبي صلىاللهعليهوآله ووصفه بما لا يعتريه شك ولا يطرأ عليه ريب.
فهم بما
استحضروا من نعته صلىاللهعليهوآله يعرفونه بعينه كما يعرفون أبناءهم ، قال تعالى : « الَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً
عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ » : ( الأعراف : ١٥٧ ) وقال تعالى : «
مُحَمَّدٌ
رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ
بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ
وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ
فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ
» ( الفتح : ٢٩ ) ،
وقال تعالى : « أَوَلَمْ
يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ » : ( الشعراء : ١٩٧ ).
ولما كان بعض
علمائهم يكتمون ما عندهم من بشاراته ونعوته صلىاللهعليهوآله ويستنكفون عن الإيمان به بين الله تعالى خسرانهم في
أمرهم فقال : « الَّذِينَ خَسِرُوا
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 7 صفحه : 40