responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 7  صفحه : 361

قوله تعالى : « وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ » إلى آخر الآية. قرأ غير ابن عامر « زَيَّنَ » بفتح الزاي فعل معلوم ، و « قَتْلَ » بنصب اللام مفعول « زَيَّنَ » وهو مضاف إلى « أَوْلادِهِمْ » بالجر وهو مفعول « قَتْلَ » أضيف إليه ، و « شُرَكاؤُهُمْ » فاعل « زَيَّنَ ».

والمعنى أن الأصنام بما لها من الوقع في قلوب المشركين والحب الوهمي في نفوسهم زينت لكثير من المشركين أن يقتلوا أولادهم ويجعلوهم قرابين يتقربون بذلك إلى الآلهة كما يضبطه تاريخ قدماء الوثنيين والصابئين ، وهذا غير مسألة الوأد التي كانت بنو تميم من العرب يعملون به فإن المأخوذ في سياق الآية الأولاد دون البنات خاصة.

وقيل : المراد بالشركاء الشياطين ، وقيل : خدمة الأصنام ، وقيل : الغواة من الناس.

وقرأ ابن عامر : « زَيَّنَ » بضم الزاي مبنيا للمفعول « قَتْلَ » بضم اللام نائب عن فاعل زين « أَوْلادِهِمْ » بالنصب مفعول المصدر أعني « قَتْلَ » تخلل بين المضاف والمضاف إليه « شُرَكاؤُهُمْ » بالجر مضاف إليه وفاعل للمصدر.

وقوله تعالى : « لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ » الإرداء : الإهلاك ، والمراد به إهلاك المشركين بالكفر بنعمة الله والبغي على خلقه ، وخلط دينهم عليهم بإظهار الباطل في صورة الحق ، فضمير « أَوْلادِهِمْ » في المواضع الثلاث جميعا راجع إلى كثير من المشركين.

وقيل : المراد به الإهلاك بظاهر معنى القتل ، ولازمه رجوع أول الضمائر إلى الأولاد والثاني والثالث إلى الكثير ، أو الجميع إلى المشركين بنوع من العناية ، ومعنى الآية ظاهر.

قوله تعالى : « وَقالُوا هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ » إلى آخر الآية. الحجر بكسر الحاء المنع ويفسره قوله بعده : « لا يَطْعَمُها إِلَّا مَنْ نَشاءُ » أي هذه الأنعام والحرث حرام إلا على من نشاء أن نأذن لهم ، وروي : أنهم كانوا يقدمونها لآلهتهم ـ ولا يحلون أكلها إلا لمن كان يخدم آلهتهم من الرجال ـ دون النساء بزعمهم.

وقوله : « وَأَنْعامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها » أي وقالوا : هذه أنعام حرمت ظهورها أو ولهم أنعام حرمت ظهورها ، وهي السائبة والبحيرة والحامي التي نفاها الله تعالى في قوله :

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 7  صفحه : 361
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست