responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 7  صفحه : 341

يعود إلى نفس المدعوين فلو مكر الإنسان مكرا بالله وآياته ليفسد بذلك الغرض من الدعوة ويمنع عن نجاح السعي فيها فإنما مكر بنفسه من حيث لا يشعر : واستضر بذلك هو نفسه دون ربه.

قوله تعالى : « وَإِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ ـ إلى قوله ـ رِسالَتَهُ » قولهم : « لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ » يريدون به أن يؤتوا نفس الرسالة بما لها من مواد الدعوة الدينية دون مجرد المعارف الدينية من أصول وفروع وإلا كان اللفظ المناسب له أن يقال : « مثل ما أوتي أنبياء الله » أو ما يشاكل ذلك كقولهم : « لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ » : ( البقرة : ١١٨ ) وقولهم : « لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى رَبَّنا » : ( الفرقان : ٢١ ).

فمرادهم أنا لن نؤمن حتى نؤتى الرسالة كما أوتيها الرسل ، وفيه شيء من الاستهزاء فإنهم ما كانوا قائلين بالرسالة فهو بوجه نظير قولهم : « لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ » : ( الزخرف : ٣١ ) كما أن جوابه نظير جوابه وهو قوله تعالى : « أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ » : ( الزخرف : ٣٢ ) كقوله : « اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ ».

ومما تقدم يظهر أن الضمير في قوله : « وَإِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا » إلخ ، عائد إلى « أَكابِرَ مُجْرِمِيها » في الآية السابقة ، إذ لو رجع إلى عامة المشركين لغا قولهم : « حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ » إذ لا معنى لرسالة جميع الناس حيث لا أحد يرسلون إليه ، ولم يقع قوله : « اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ » موقعه بل كان حق الجواب أنه لغو من القول كما عرفت.

ويؤيده الوعيد الذي في ذيل الآية : « سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغارٌ عِنْدَ اللهِ وَعَذابٌ شَدِيدٌ بِما كانُوا يَمْكُرُونَ » حيث وصفهم بالإجرام وعلل الوعيد بمكرهم ، ولم ينسب المكر في الآية السابقة إلا إلى أكابر مجرميها ، والصغار الهوان والذلة.

قوله تعالى : « فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ » الشرح هو البسط وقد ذكر الراغب في مفرداته ، أن أصله بسط اللحم ونحوه ، وشرح الصدر الذي يعد في الكلام وعاء للعلم والعرفان هو التوسعة فيه بحيث يسع ما يصادفه من المعارف الحقة ولا يدفع كلمة الحق إذا ألقيت إليه كما يدل عليه ما ذكر في وصف الإضلال بالمقابلة وهو

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 7  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست