نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 7 صفحه : 18
غسوق دره أي نفاق ـ بالفتح ـ انتهى.
وفي قوله تعالى
: «
مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ » التفات من الغيبة إلى الحضور ، والوجه فيه ظاهرا رفع
اللبس من جهة مرجع الضمير فلو لا الالتفات إلى الحضور في قوله : « ما لَمْ نُمَكِّنْ
لَكُمْ » أوهم السياق
رجوعه إلى ما يرجع إليه الضمير في قوله : « مَكَّنَّاهُمْ » وإلا فأصل السياق في مفتتح السورة للغيبة ، وقد تقدم
الكلام في الالتفات الواقع في قوله : « هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ».
وفي قوله : « فَأَهْلَكْناهُمْ
بِذُنُوبِهِمْ » دلالة على أن للسيئات والذنوب دخلا في البلايا والمحن العامة ، وفي هذا
المعنى وكذا في معنى دخل الحسنات والطاعات في إفاضات النعم ونزول البركات آيات
كثيرة.
قوله
تعالى : « وَلَوْ نَزَّلْنا
عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ » إلى آخر الآية ، إشارة إلى أن استكبارهم قد بلغ مبلغا
لا ينفع معه حتى لو أنزلنا كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم فناله حسهم بالبصر
والسمع ، وتأيد بعض حسهم ببعض فإنهم قائلون حينئذ لا محالة : هذا سحر مبين ، فلا
ينبغي أن يعبأ باللغو من قولهم : «
وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ » : ( الإسراء : ٩٣ ).
وقد نكر الكتاب
في قوله : « كِتاباً
فِي قِرْطاسٍ » لأن هذا الكتاب نزل نوع تنزيل لا يقبل إلا التنزيل نجوما وتدريجا ، وقيده
بكونه في قرطاس ليكون أقرب إلى ما اقترحوه ، وأبعد مما يختلج في صدورهم أن الآيات
النازلة على النبي صلىاللهعليهوآله من منشآت نفسه من غير أن ينزل به الروح الأمين على ما
يذكره الله سبحانه : «
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ
بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ » : ( الشعراء : ١٩٥ ).
قوله
تعالى : «وَقالُوا لَوْ لا
أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا
يُنْظَرُونَ » قولهم « لَوْ لا
أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ » تحضيض للتعجيز ، وقد أخبرهم النبي صلىاللهعليهوآله بما كان يتلو عليهم من آيات الله النازلة عليه أن الذي
جاء به إليه ملك كريم نازل من عند الله كقوله تعالى : « إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ، ذِي
قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ، مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ » : ( كورت : ٢١ ) إلى غيرها من الآيات.
فسؤالهم إنزال
الملك إنما كان لأحد أمرين على ما يحكيه الله عنهم في كلامه :
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 7 صفحه : 18