الآيتان ـ كما
ترى ـ موضوعتان بين آيات تنهى عن ولاية أهل الكتاب والكفار ، ولذلك رام جماعة من
مفسري القوم إشراكهما مع ما قبلهما وما بعدهما من حيث السياق ، وجعل الجميع ذات
سياق واحد يقصد به بيان وظيفة المؤمنين في أمر ولاية الأشخاص ولاية النصرة ،
والنهي عن ولاية اليهود والنصارى والكفار ، وقصر الولاية في الله سبحانه ورسوله
والمؤمنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، وهؤلاء هم المؤمنون حقا
فيخرج بذلك المنافقون والذين في قلوبهم مرض ، ويبقى على وجوب الولاية المؤمنون حقا
، وتكون الآية دالة على مثل ما يدل عليه مجموع قوله تعالى : « وَاللهُ وَلِيُّ
الْمُؤْمِنِينَ » : آل عمران ـ ٦٨ ، وقوله تعالى : « النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ
أَنْفُسِهِمْ » : الأحزاب : ٦ ، وقوله تعالى في المؤمنين : « أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ » : الأنفال : ٧٢ ، وقوله تعالى : « وَالْمُؤْمِنُونَ
وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ » الآية : التوبة ـ ٧١. فمحصل الآية جعل ولاية النصرة
لله ولرسوله والمؤمنين على المؤمنين.
نعم يبقى هناك
إشكال الجملة الحالية التي يتعقبها قوله : « وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ » وهي قوله : « وَهُمْ راكِعُونَ » ويرتفع الإشكال بحمل
الركوع على معناه المجازي
وهو مطلق
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 6 صفحه : 5