الآيات الثلاث
الأول في الشهادة ، والأخيرة لا تخلو عن اتصال ما بها بحسب المعنى.
قوله
تعالى : « يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ » إلى آخر الآيتين ، محصل مضمون الآيتين أن أحدهم إذا
كان على سفر فأراد أن يوصي فعليه أن يشهد حين الوصية شاهدين عدلين من المسلمين وإن
لم يجد فشاهدين آخرين من غير المسلمين من أهل الكتاب فإن ارتاب أولياء الميت في
أمر الوصية يحبس الشاهدان بعد الصلاة فيقسمان بالله على صدقهما فيما يشهدان عليه
وترفع بذلك الخصومة ، فإن اطلعوا على أن الشاهدين كذبا في شهادتهما أو خانا في
الأمر فيوقف شاهدان آخران مقام الشاهدين الأولين فيشهدان على خلافهما ويقسمان
بالله على ذلك.
فهذا ما تفيده
الآيتان بظاهرهما فقوله : «
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا » خطاب للمؤمنين والحكم مختص بهم « شَهادَةُ بَيْنِكُمْ
إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ
مِنْكُمْ » أي شهادة
بينكم ذوي عدل منكم ففي جانب الخبر مضاف مقدر ، أو شهداء بينكم ذوا عدل منكم ،
والمراد أن عدد الشهود اثنان فالمصدر ـ الشهادة ـ بمعنى اسم الفاعل كقولهم : رجل
عدل ورجلان عدل.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 6 صفحه : 195