الآيتان غير
ظاهرتي الارتباط بما قبلهما ، ومضمونهما غني عن الاتصال بشيء من الكلام يبين منهما
ما لا تستقلان بإفادته فلا حاجة إلى ما تجشمه جمع من المفسرين في توجيه اتصالهما
تارة بما قبلهما ، وأخرى بأول السورة ، وثالثة بالغرض من السورة فالصفح عن ذلك كله
أولى.
قوله
تعالى : « يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ » (الآية) الإبداء
الإظهار ، وساءه كذا خلاف سره.
والآية تنهى
المؤمنين عن أن يسألوا عن أشياء إن تبد لهم تسؤهم ، وقد سكتت أولا عن المسئول من
هو؟ غير أن قوله بعد : «
وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ » ، وكذا قوله في الآية التالية : « قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ
مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ » يدل على أن النبي صلىاللهعليهوآله مقصود بالسؤال مسئول بمعنى أن الآية سيقت للنهي عن سؤال
النبي صلىاللهعليهوآله عن أشياء من شأنها كيت وكيت ، وإن كانت العلة المستفادة
من الآية الموجبة للنهي تفيد شمول النهي لغير مورد الغرض وهو أن يسأل الإنسان
ويفحص عن كل ما عفاه العفو الإلهي ، وضرب دون الاطلاع عليه بالأسباب العادية
والطرق
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 6 صفحه : 150