نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 6 صفحه : 114
بالتشديد ـ شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم ـ فأولئك بقاياهم في الديارات
والصوامع ـ فأنزل الله الآية.
أقول
: ويظهر بالرجوع
إلى روايات القوم أن هذه الرواية إنما هي تلخيص للروايات المروية في هذا الباب ،
وهي كثيرة جدا فقد أوردها بالجمع بين شتات مضامينها بإدخال بعضها في بعض ، وسبكها
رواية واحدة.
وأما نفس هذه
الروايات على كثرتها فلم يجتمع أسماء هؤلاء الصحابة في واحدة منها بل ذكر الأجمع
منها لفظا هؤلاء الصحابة بلفظ عثمان بن مظعون وأصحابه ؛ وفي بعضها أناس من أصحاب
النبي صلىاللهعليهوآله ، وفي بعضها رجال من أصحاب النبي ص.
وكذلك ما وقع
في هذه الرواية من قول النبي صلىاللهعليهوآله وخطبته على تفصيلها متفرقة الجمل في الروايات ، وكذلك
الذي عقدوا عليه وهموا به من التروك لم تصرح الروايات بأنهم اتفقوا جميعهم على
جميعها بل صرح بعض الروايات باختلافهم فيما هموا به أو عقدوا عليه كما في صحيح
البخاري ومسلم عن عائشة : إن ناسا من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله سألوا أزواج النبي صلىاللهعليهوآله ـ عن عمله في السر ـ فقال بعضهم : لا آكل اللحم ، وقال بعضهم : لا أتزوج
النساء ، وقال بعضهم : لا أنام على فراش ـ فبلغ ذلك النبي صلىاللهعليهوآله فقال : ما بال أقوام يقول أحدهم كذا وكذا؟ لكني أصوم
وأفطر ، وأنام وأقوم ، وآكل اللحم ، وأتزوج النساء ـ فمن رغب عن سنتي فليس مني.
ولعل المراد
بقوله في الرواية : واتفقوا على أن يصوموا النهار « إلخ » ، أن المجموع اتفقوا على
المجموع لا أن كل واحد منهم عزم على الجميع. والروايات وإن كانت مختلفة في
مضامينها ، وفيها الضعيف والمرسل والمعتبر لكن التأمل في جميعها يوجب الوثوق بأن
رهطا من الصحابة عزموا على هذا النوع من التزهد والتنسك ، وأنه كان فيهم علي عليهالسلام وعثمان بن مظعون ، وأن النبي صلىاللهعليهوآله قال لهم : من رغب عن سنتي فليس مني ، والله أعلم ،
فعليك بالرجوع إلى التفاسير الروائية كتفسير الطبري والدر المنثور وفتح القدير
وأمثالها.
وفي الدر
المنثور ، : أخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبي حاتم وابن عدي في الكامل
والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس : أن رجلا أتى النبي صلىاللهعليهوآله فقال :
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 6 صفحه : 114