نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 5 صفحه : 86
قوله تعالى : « وَعْدَ اللهِ حَقًّا
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً » فيه مقابلة لما ذكر في وعد الشيطان أنه ليس إلا غرورا
فكان وعد الله حقا ، وقوله صدقا.
قوله تعالى : « لَيْسَ
بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ » عود إلى بدء الكلام وبمنزلة النتيجة المحصلة الملخصة
من تفصيل الكلام ، وذلك أنه يتحصل من المحكي من أعمال بعض المؤمنين وأقوالهم ،
وإلحاحهم على النبي صلىاللهعليهوآله أن يراعي جانبهم ، ويعاضدهم ويساعدهم على غيرهم فيما
يقع بينهم من النزاع والمشاجرة أنهم يرون أن لهم بإيمانهم كرامة على الله سبحانه
وحقا على النبي صلىاللهعليهوآله يجب به على الله ورسوله مراعاة جانبهم ، وتغليب جهتهم
على غيرهم على الحق كانوا أو على الباطل ، عدلا كان الحكم أو ظلما على حد ما يراه
اتباع أئمة الضلال ، وحواشي رؤساء الجور وبطائنهم وأذنابهم ، فالواحد منهم يمتن
على متبوعه ورئيسه في عين أنه يخضع له ويطيعه ، ويرى أن له عليه كرامة تلتزمه على
مراعاة جانبه وتقديمه على غيره تحكما.
وكذا كان يراه
أهل الكتاب على ما حكاه الله تعالى في كتابه عنهم قال تعالى : « وَقالَتِ الْيَهُودُ
وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ » : ( المائدة : ١٨ ) ، وقال تعالى : « وَقالُوا كُونُوا
هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا » : ( البقرة : ١٣٥ ) ، وقال تعالى : « قالُوا لَيْسَ
عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ » : ( آل عمران : ٧٥ ).
فرد الله على
هذه الطائفة من المؤمنين في مزعمتهم ، وأتبعهم بأهل الكتاب وسمى هذه المزاعم
بالأماني استعارة لأنها كالأماني ليست إلا صورا خيالية ملذة لا أثر لها في الأعيان
فقال : ليس بأمانيكم معاشر المسلمين أو معشر طائفة من المسلمين ولا بأماني أهل
الكتاب بل الأمر يدور مدار العمل إن خيرا فخير وإن شرا فشر ، وقدم ذكر السيئة على
الحسنة لأن عمدة خطإهم كانت فيها.
قوله تعالى : « مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً
يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً » جيء في الكلام بالفصل من غير وصل لأنه في موضع الجواب
عن سؤال مقدر ، تقديره إذا لم يكن الدخول في حمى الإسلام والإيمان يجر للإنسان كل
خير ، ويحفظ منافعه في الحياة ، وكذا اليهودية والنصرانية فما هو السبيل؟ وإلى ما
ذا ينجر حال الإنسان؟ فقيل : «
مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا
وَلا نَصِيراً وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ » (إلخ).
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 5 صفحه : 86