نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 5 صفحه : 331
في سرية ، فقالوا : أخرجنا من المدينة ، فبعث بهم إلى إبل الصدقة يشربون من
أبوالها ، ويأكلون من ألبانها فلما برءوا واشتدوا ـ قتلوا ثلاثة ممن كان في الإبل ـ
فبلغ رسول الله صلىاللهعليهوآله فبعث إليهم عليا عليهالسلام ـ وإذا هم في واد قد تحيروا ـ ليس يقدرون أن يخرجوا منه ـ قريبا من أرض
اليمن فأسرهم ـ وجاء بهم إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فنزلت هذه الآية : « إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ
وَرَسُولَهُ ـ وَيَسْعَوْنَ فِي
الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا ـ أَوْ تُقَطَّعَ
أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ ».
أقول : ورواه
في التهذيب ، بإسناده عن أبي صالح عنه عليهالسلام ، باختلاف يسير ، ورواه العياشي ، في تفسيره عنه عليهالسلام : وزاد في آخره ـ فاختار رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ، والقصة مروية في
جوامع أهل السنة ومنها الصحاح الستة بطرق على اختلاف في خصوصياتها ، ومنها ما وقع
في بعضها أن رسول الله صلىاللهعليهوآله بعد أن ظفر بهم قطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وسمل أعينهم
، وفي بعضها : فقتل النبي صلىاللهعليهوآله منهم وصلب وقطع وسمل الأعين ، وفي بعضها : أنه سمل
أعينهم لأنهم سملوا أعين الرعاة ، وفي بعضها : أن الله نهاه عن سمل الأعين ، وأن
الآية نزلت معاتبة لرسول الله صلىاللهعليهوآله في أمر هذه المثلة ، وفي بعضها : أنه أراد أن يسمل
أعينهم ولم يسمل ، إلى غير ذلك.
والروايات
المأثورة عن أئمة أهل البيت عليهالسلام خالية عن ذكر سمل الأعين.
وفي الكافي ،
بإسناده عن عمرو بن عثمان بن عبيد الله المدائني عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : سئل عن قول الله عز وجل : « إِنَّما جَزاءُ
الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ ـ وَيَسْعَوْنَ فِي
الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا » (الآية) فما الذي إذا فعله استوجب واحدة من هذه الأربع؟
فقال : إذا
حارب الله ورسوله ـ وسعى في الأرض فسادا فقتل قتل به ، وإن قتل وأخذ المال قتل
وصلب ، وإن أخذ المال ولم يقتل ـ قطعت يده ورجله من خلاف ، وإن شهر السيف فحارب
الله ورسوله ـ وسعى في الأرض فسادا ولم يقتل ـ ولم يأخذ المال نفي من الأرض ـ.
قلت كيف ينفى
من الأرض وما حد نفيه؟ قال : ينفى من المصر الذي فعل فيه ما فعل إلى مصر غيره ،
ويكتب إلى أهل ذلك المصر أنه منفي ـ فلا تجالسوه ولا تبايعوه ولا تناكحوه ولا تؤاكلوه
ولا تشاربوه فيفعل ذلك به سنة ـ فإن خرج من ذلك المصر إلى غيره ـ كتب إليهم بمثل
ذلك حتى تتم السنة ، قلت : فإن توجه إلى أرض الشرك ليدخلها؟ قال : إن توجه إلى أرض
الشرك ليدخلها قوتل أهلها.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 5 صفحه : 331