نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 5 صفحه : 324
التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك (١٢) متى عملت الأرض لا تعود تعطيك
قوتها تائها وهاربا تكون في الأرض (١٣) فقال قايين للرب ذنبي أعظم من أن يتحمل (١٤)
إنك قد طردتني اليوم عن وجه الأرض ـ ومن وجهك أختفي وأكون تائها وهاربا في الأرض
فيكون كل من وجدني يقتلني (١٥) فقال له الرب لذلك كل من قتله قايين ـ فسبعة أضعاف
ينتقم منه ـ وجعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده (١٦) فخرج قايين من
لدن الرب ـ وسكن في أرض نود شرقي عدن ، انتهى [١].
وعليك أن تتدبر
ما تشتمل عليه القصة على ما قصتها التوراة وعلى ما قصها القرآن ثم تطبق بينهما ثم
تقضي ما أنت قاض.
فأول ما يبدو
لك من التوراة أنها جعلت الرب تعالى موجودا أرضيا على صورة إنسان يعاشر الناس ،
يحكم لهم وعليهم كما يحكم أحد الناس فيهم ، ويدنى ويقترب منه ويكلم كما يفعل ذلك
أحدهم مع غيره ثم يختفي منه بالابتعاد والغيبة فلا يرى البعيد الغائب كما يرى
القريب الحاضر ، وبالجملة فحاله حال إنسان أرضي من جميع الجهات غير أنه نافذ
الإرادة إذا أراد ، ماضي الحكم إذا حكم ، وعلى هذا الأساس يبتني جميع تعليمات
التوراة والإنجيل فيما يبثان من التعليم ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
ولازم القصة
التي فيها : أن البشر كان يعيش يومئذ على حال المشافهة والحضور عند الله سبحانه ،
ثم احتجب عن قايين أو عنه وعن أمثاله وبقي الباقون على حالهم مع أن
[١] نقل من التوراة
العربية المطبوعة في كمبروج سنة ١٩٣٥.
[٢] إنما أعدنا ذكر
الآيات ليكون التطبيق أسهل والتنازل أقرب.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 5 صفحه : 324