نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 5 صفحه : 32
ويتولد ، منها ولذلك أخذ لهذا الشأن طريقة سوية وسنة مقابلة لسنة الوثنية
ورسم الاستعباد ، وهو إلقاء السلام الذي هو بنحو أمن المسلم عليه من التعدي عليه ،
ودحض حريته الفطرية الإنسانية الموهوبة له فإن أول ما يحتاج إليه الاجتماع
التعاوني بين الأفراد هو أن يأمن بعضهم بعضا في نفسه وعرضه وماله ، وكل أمر يئول
إلى أحد هذه الثلاثة.
وهذا هو السلام
الذي سن الله تعالى إلقاؤه عند كل تلاق من متلاقيين قال تعالى : « فَإِذا دَخَلْتُمْ
بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبارَكَةً
طَيِّبَةً » ( النور : ٦١ ) وقال تعالى : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا
بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها
ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ » : ( النور : ٢٧ ) وقد أدب الله رسوله صلىاللهعليهوآله بالتسليم للمؤمنين وهو سيدهم فقال : « وَإِذا جاءَكَ
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى
نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ » : ( الأنعام : ٥٤ ) وأمره بالتسليم لغيرهم في قوله : « فَاصْفَحْ عَنْهُمْ
وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ » : ( الزخرف : ٨٩ ).
والتحية بإلقاء
السلام كانت معمولا بها عند عرب الجاهلية على ما يشهد به المأثور عنهم من شعر
ونحوه ، وفي لسان العرب : وكانت العرب في الجاهلية يحيون بأن يقول أحدهم لصاحبه :
أنعم صباحا ، وأبيت اللعن ، ويقولون سلام عليكم فكأنه علامة المسالمة ، وأنه لا
حرب هنالك. ثم جاء الله بالإسلام فقصروا على السلام ، وأمروا بإفشائه. ( انتهى ).
إلا أن الله
سبحانه يحكيه في قصص إبراهيم عنه عليهالسلام كثيرا : ولا يخلو ذلك من شهادة على أنه كان من بقايا
دين إبراهيم الحنيف عند العرب كالحج ونحوه قال تعالى : حكاية عنه فيما يحاور أباه
: « قالَ
سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي » : ( مريم : ٤٧ ) وقال تعالى « وَلَقَدْ جاءَتْ
رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ » : ( هود : ٦٩ ) والقصة واقعة في غير مورد من القرآن
الكريم.
ولقد أخذه الله
سبحانه تحية لنفسه ، واستعمله في موارد من كلامه ، قال تعالى : « سَلامٌ عَلى نُوحٍ
فِي الْعالَمِينَ » : ( الصافات : ٧٩ ) وقال : « سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ: » ( الصافات : ١٠٩ ) وقال : « سَلامٌ عَلى مُوسى
وَهارُونَ » : ( الصافات : ١٢٠ ) وقال «سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ » : ( الصافات : ١٣٠ ) وقال : « وَسَلامٌ عَلَى
الْمُرْسَلِينَ » : ( الصافات : ١٨١ ).
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 5 صفحه : 32