نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 5 صفحه : 29
بيان
الآيات متصلة
بما قبلها من حيث تتعرض جميعا ( ٨٥ ـ ٩١ ) لما يرتبط بأمر القتال مع طائفة من
المشركين وهم المنافقون منهم ، ويظهر من التدبر فيها أنها نزلت في قوم من المشركين
أظهروا الإيمان للمؤمنين ثم عادوا إلى مقرهم وشاركوا المشركين في شركهم فوقع الريب
في قتالهم ، واختلفت أنظار المسلمين في أمرهم ، فمن قائل يرى قتالهم ، وآخر يمنع
منه ويشفع لهم لتظاهرهم بالإيمان ، والله سبحانه يكتب عليهم إما المهاجرة أو
القتال ويحذر المؤمنين الشفاعة في حقهم.
ويلحق بهم قوم
آخرون ثم آخرون يكتب عليهم إما إلقاء السلم أو القتال ، ويستهل لما في الآيات من
المقاصد في صدر الكلام ببيان حال الشفاعة في آية ، وببيان حال التحية لمناسبتها
إلقاء السلم في آية أخرى.
قوله تعالى : « مَنْ يَشْفَعْ
شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها » ، النصيب والكفل بمعنى واحد ، ولما كانت الشفاعة نوع
توسط لترميم نقيصة أو لحيازة مزية ونحو ذلك كانت لها نوع سببية لإصلاح شأن فلها
شيء من التبعة والمثوبة المتعلقتين بما لأجله الشفاعة ، وهو مقصد الشفيع والمشفوع
له فالشفيع ذو نصيب من الخير أو الشر المترتب على الشفاعة ، وهو قوله تعالى « مَنْ يَشْفَعْ
شَفاعَةً » (إلخ).
وفي ذكر هذه
الحقيقة تذكرة للمؤمنين ، وتنبيه لهم أن يتيقظوا عند الشفاعة لما يشفعون له ،
ويجتنبوها إن كان المشفوع لأجله مما فيه شر وفساد كالشفاعة للمنافقين من المشركين
أن لا يقاتلوا ، فإن في ترك الفساد القليل على حاله ، وإمهاله في أن ينمو ويعظم
فسادا معقبا لا يقوم له شيء ، ويهلك به الحرث والنسل فالآية في معنى النهي عن
الشفاعة السيئة وهي شفاعة أهل الظلم والطغيان والنفاق والشرك المفسدين في الأرض.
قوله تعالى : « وَإِذا حُيِّيتُمْ
بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها » (الآية) أمر بالتحية قبال
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 5 صفحه : 29