نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 5 صفحه : 244
( الفتح : ٢٩ ) وكبيانه صلىاللهعليهوآله حكم الرجل الذي كتموه وكابروا فيه الحق على ما يشير
إليه قوله تعالى فيما سيأتي : «
لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ » الآيات : ( المائدة : ٤١ ) وهذا الحكم أعني حكم الرجم
موجود الآن في الإصحاح الثاني والعشرين من سفر التثنية من التوراة الدائرة بينهم.
وأما عفوه عن
كثير فهو تركه كثيرا مما كانوا يخفونه من الكتاب ، ويشهد بذلك الاختلاف الموجود في
الكتابين ، كاشتمال التوراة على أمور في التوحيد والنبوة لا يصح استنادها إليه
تعالى كالتجسم والحلول في المكان ونحو ذلك ، وما لا يجوز العقل نسبته إلى الأنبياء
الكرام من أنواع الكفر والفجور والزلات ، وكفقدان التوراة ذكر المعاد من رأس ولا
يقوم دين على ساق إلا بمعاد ، وكاشتمال ما عندهم من الأناجيل ولا سيما إنجيل يوحنا
على عقائد الوثنية.
قوله تعالى : « قَدْ جاءَكُمْ مِنَ
اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ » ظاهر قوله : « قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ » كون هذا الجائي قائما به تعالى نحو قيام كقيام البيان
أو الكلام بالمبين والمتكلم وهذا يؤيد كون المراد بالنور هو القرآن ، وعلى هذا
فيكون قوله : « وَكِتابٌ
مُبِينٌ » معطوفا عليه
عطف تفسير ، والمراد بالنور والكتاب المبين جميعا القرآن ، وقد سمى الله تعالى
القرآن نورا في موارد من كلامه كقوله تعالى : « وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ
مَعَهُ » : ( الأعراف
: ١٥٧ ) وقوله : « فَآمِنُوا
بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا » : ( التغابن : ٨ ) وقوله : « وَأَنْزَلْنا
إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً » : ( النساء : ١٧٤ ).
ومن المحتمل أن
يكون المراد بالنور النبي صلىاللهعليهوآله على ما ربما أفاده صدر الكلام في الآية ، وقد عده الله
تعالى نورا في قوله : «
وَسِراجاً مُنِيراً » : ( الأحزاب : ٤٦ ).
قوله تعالى : « يَهْدِي بِهِ اللهُ
مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ » الباء في قوله : « بِهِ » للآلة والضمير عائد إلى الكتاب أو إلى النور سواء أريد
به النبي صلىاللهعليهوآله أو القرآن فمآل الجميع واحد فإن النبي صلىاللهعليهوآله أحد الأسباب الظاهرية في مرحلة الهداية ، وكذا القرآن
وحقيقة الهداية قائمة به قال تعالى : « إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ
اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ » : ( القصص : ٥٦ ) ، وقال : « وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ
أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ
نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 5 صفحه : 244