responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 5  صفحه : 190

وقتادة والضحاك : أن قوله : « وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ » منسوب بقوله : « فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ » (الآية) وقوله : « إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ » (الآية) ، وقد وقع حديث النسخ في تفسير القمي ، وظاهره أنه رواية.

ومع ذلك كله تأخر سورة المائدة نزولا يدفع ذلك كله ، وقد ورد من طرق أئمة أهل البيت عليه‌السلام أنها ناسخة غير منسوخة على أن قوله تعالى فيها : « الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ » (الآية) يأبى أن يطرء على بعض آيها نسخ وعلى هذا يكون مفاد قوله : « وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ » كالمفسر بقوله بعد : « وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا » ، أي لا تذهبوا بحرمة البيت بالتعرض لقاصديه لتعرض منهم لكم قبل هذا ، ولا غير هؤلاء ممن صدوكم قبلا عن المسجد الحرام أن تعتدوا عليهم بإثم كالقتل أو عدوان كالذي دون القتل من الظلم بل تعاونوا على البر والتقوى.

وفي الدر المنثور : أخرج أحمد وعبد بن حميد : في هذه الآية يعني قوله : « وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ » (الآية) : والبخاري في تاريخه ، عن وابصة قال : أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا لا أريد ـ أن أدع شيئا من البر والإثم إلا سألته عنه ـ فقال لي : يا وابصة أخبرك عما جئت تسأل عنه أم تسأل؟ قلت : يا رسول الله أخبرني ـ قال : جئت لتسأل عن البر والإثم ، ثم جمع أصابعه الثلاث فجعل ينكت بها في صدري ويقول : يا وابصة استفت قبلك استفت نفسك البر ـ ما اطمأن إليه القلب واطمأنت إليه النفس ، والإثم ما حاك في القلب ، وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك.

وفيه : أخرج أحمد وعبد بن حميد وابن حبان والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي أمامة : أن رجلا سأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الإثم ـ فقال : ما حاك في نفسك فدعه.

قال : فما الإيمان؟ قال : من ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن.

وفيه : أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في الأدب ومسلم والترمذي والحاكم والبيهقي في الشعب عن النواس بن سمعان قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن البر والإثم فقال : البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك ـ وكرهت أن يطلع عليه الناس.

أقول : الروايات ـ كما ترى ـ تبتني على قوله تعالى : « وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها » : ( الشمس : ٨ ) وتؤيد ما تقدم من معنى الإثم.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 5  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست