نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 5 صفحه : 116
( الأنعام : ) ٦٨ فإن سورة الأنعام مكية ، وسورة النساء مدنية.
ويستفاد من
إشارة الآية إلى آية الأنعام أن بعض الخطابات القرآنية وجه إلى النبي صلىاللهعليهوآله خاصة ، والمراد بها ما يعم الأمة.
وقوله « إِنَّكُمْ إِذاً
مِثْلُهُمْ » تعليل للنهي أي بما نهيناكم لأنكم إذا قعدتم معهم ـ والحال هذه ـ تكونون
مثلهم ، وقوله « إِنَّ
اللهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَالْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ ».
قوله تعالى : « الَّذِينَ
يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللهِ » ، التربص
:الانتظار. والاستحواذ : الغلبة والتسلط ، وهذا وصف آخر لهؤلاء المنافقين فإنهم
إنما حفظوا رابطة الاتصال بالفريقين جميعا : المؤمنين والكافرين ، يستدرون
الطائفتين ويستفيدون ممن حسن حاله منهما ، فإن كان للمؤمنين فتح قالوا : إنا كنا
معكم فليكن لنا سهم مما أوتيتموه من غنيمة ونحوها ، وإن كان للكافرين نصيب قالوا :
ألم نغلبكم ونمنعكم من المؤمنين؟ أي من الإيمان بما آمنوا به والاتصال بهم فلنا
سهم مما أوتيتموه من النصيب أو منة عليكم حيث جررنا إليكم النصيب.
قيل : عبر عما
للمؤمنين بالفتح لأنه هو الموعود لهم ، وللكافرين بالنصيب تحقيرا له فإنه لا يعبأ
به بعد ما وعد الله المؤمنين أن لهم الفتح وأن الله وليهم ، ولعله لذلك نسب الفتح
إلى الله دون النصيب.
قوله تعالى : « فَاللهُ يَحْكُمُ
بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً » الخطاب للمؤمنين وإن كان ساريا إلى المنافقين والكافرين جميعا ، وأما
قوله « وَلَنْ
يَجْعَلَ اللهُ » ، فمعناه أن الحكم يومئذ للمؤمنين على الكافرين ، ولن ينعكس الأمر أبدا ،
وفيه إياس للمنافقين ، أي لييئس هؤلاء المنافقون فالغلبة للمؤمنين على الكافرين
بالآخرة.
ويمكن أن يكون
نفي السبيل أعم من النشأتين : الدنيا والآخرة ، فإن المؤمنين غالبون بإذن الله
دائما ما داموا ملتزمين بلوازم إيمانهم ، قال تعالى : « وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ
الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ » : ( آل عمران : ١٣٩ ).
قوله تعالى : « إِنَّ الْمُنافِقِينَ
يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ » المخادعة هي الإكثار أو التشديد في الخدعة بناء على أن زيادة
المباني تدل على زيادة المعاني.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 5 صفحه : 116