responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 4  صفحه : 5

وتذكيرهم بنعم الله عليهم من إيمان ونصر وكفاية ، وتعليمهم ما يسبقون به إلى شريف مقصدهم ، وهدايتهم إلى ما يسعدون به في حياتهم وبعد مماتهم.

وفيها قصة غزوة أحد ، وأما الآيات المشيرة إلى غزوة بدر فإنما هي من قبيل الضميمة المتممة ومحلها محل شاهد القصة وليست مقصودة بالأصالة على ما سيجيء.

قوله تعالى : « وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ » إذ ظرف متعلق بمحذوف كاذكر ونحوه ، وغدوت من الغدو وهو الخروج غداة ، والتبوئة تهيئة المكان للغير أو إسكانه وإيطانه المكان ، والمقاعد جمع ، وأهل الرجل كما ذكره الراغب ـ من يجمعه وإياهم نسب أو بيت أو غيرهما كدين أو بلد أو صناعة ، يقال : أهل الرجل لزوجته ولمن في بيته من زوجة وولد وخادم وغيرهم ، وللمنتسبين إليه من عشيرته وعترته ، ويقال : أهل بلد كذا لقاطنيه ، وأهل دين كذا لمنتحليه ، وأهل صناعة كذا لصناعها وأساتيدها ، ويستوي فيه المذكر والمؤنث والمفرد والجمع ويختص استعماله بالإنسان فأهل الشيء خاصته من الإنسان.

والمراد بأهل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خاصته وهم جمع ، وليس المراد به هاهنا شخص واحد بدليل قوله : ( غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ ) إذ يجوز أن يقال : خرجت من خاصتك ومن جماعتك ولا يجوز أن يقال : خرجت من زوجتك وخرجت من أمك ، ولذا التجأ بعض المفسرين إلى تقدير في الآية فقال : إن التقدير : خرجت من بيت أهلك ، لما فسر الأهل بالمفرد ، ولا دليل يدل عليه من الكلام.

وسياق الآيات مبني على خطاب الجمع وهو خطاب المؤمنين على ما تدل عليه الآيات السابقة واللاحقة ففي قوله : ( وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ ) ، التفات من خطابهم إلى خطاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان الوجه فيه ما يلوح من آيات القصة من لحن العتاب فإنها لا تخلو من شائبة اللوم والعتاب والأسف على ما جرى وظهر من المؤمنين من الفشل والوهن في العزيمة والقتال ، ولذلك أعرض عن مخاطبتهم في تضاعيف القصة وعدل إلى خطاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيما يخص به فقال : ( وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ ) ، وقال : ( إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ ) ، وقال : ( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ) ، وقال : ( قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ) ، وقال : ( فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ ) ، وقال : ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً ) الآية.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 4  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست