نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 4 صفحه : 407
لنفوسهم وقلوبهم بالإيمان لأن الكلام فيه ، قال تعالى : ( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا
بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ) الآية : « إبراهيم : ٢٧ ».
قوله تعالى : « وَإِذاً
لَآتَيْناهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً » أي حين تثبتوا بالإيمان الثابت ، والكلام في إبهام
قوله : « أَجْراً
عَظِيماً » كالكلام في
إطلاق قوله : « لَكانَ
خَيْراً لَهُمْ ».
قوله تعالى : « وَلَهَدَيْناهُمْ
صِراطاً مُسْتَقِيماً » قد مضى الكلام في معنى الصراط المستقيم في ذيل قوله : ( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) : « الحمد : ٦ » في الجزء الأول من الكتاب.
قوله تعالى : « وَمَنْ يُطِعِ اللهَ
وَالرَّسُولَ » إلى قوله : «
حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً » جمع بين الله والرسول في هذا الوعد الحسن مع كون الآيات السابقة متعرضة
لإطاعة الرسول والتسليم لحكمه وقضائه ، لتخلل ذكره تعالى بينها في قوله : ( وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ ) « إلخ » فالطاعة المفترضة طاعته تعالى وطاعة رسوله ،
وقد بدأ الكلام على هذا النحو في قوله : ( أَطِيعُوا اللهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ) الآية.
وقوله : ( فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ
عَلَيْهِمْ ) ، يدل على اللحوق دون الصيرورة فهؤلاء ملحقون بجماعة
المنعم عليهم ، وهم أصحاب الصراط المستقيم الذي لم ينسب في كلامه تعالى إلى غيره
إلا إلى هذه الجماعة في قوله تعالى : ( اهْدِنَا الصِّراطَ
الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) : « الحمد : ٧ » ، وبالجملة فهم ملحقون بهم غير صائرين
منهم كما لا يخلو قوله : «
وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً » من تلويح إليه ، وقد تقدم أن المراد بهذه النعمة هي الولاية.
وأما هؤلاء
الطوائف الأربع أعني النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فالنبيون هم أصحاب
الوحي الذين عندهم نبأ الغيب ، ولا خبرة لنا من حالهم بأزيد من ذلك إلا من حيث
الآثار ، وقد تقدم أن المراد بالشهداء شهداء الأعمال فيما يطلق من لفظ الشهيد في
القرآن دون المستشهدين في معركة القتال ، وأن المراد بالصالحين هم أهل اللياقة
بنعم الله.
وأما الصديقون فالذي يدل عليه لفظه هو أنه مبالغة من الصدق ، ومن
الصدق ما هو في القول ، ومنه ما هو في الفعل ، وصدق الفعل هو مطابقته للقول لأنه
حاك عن الاعتقاد فإذا صدق في حكايته كان حاكيا لما في الضمير من غير تخلف ، وصدق
القول مطابقته لما في الواقع ، وحيث كان القول نفسه من الفعل بوجه كان الصادق في
فعله لا يخبر إلا عما يعلم صدقه وأنه حق ، ففي قوله الصدق الخبري والمخبري جميعا.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 4 صفحه : 407