responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 4  صفحه : 377

فيفسد معنى الجملة كما لا يخفى.

وقد ظهر أيضا كما تقدمت الإشارة إليه أن هذه الجملة : ( فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ ) « إلخ » تدل على أن الناس المحسودين هم من آل إبراهيم ، فيتأيد به أن المراد بالناس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأما المؤمنون به فليسوا جميعا من ذرية إبراهيم ، ولا كرامة لذريته من المؤمنين على غيرهم حتى يحمل الكلام عليهم ، ولا يوجب مجرد الإيمان واتباع ملة إبراهيم تسمية المتبعين بأنهم آل إبراهيم ، وكذا قوله تعالى : « ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) الآية : « آل عمران : ٦٨ » لا يوجب تسمية الذين آمنوا بآل إبراهيم لمكان الأولوية فإن في الآية ذكرا من الذين اتبعوا إبراهيم ، وليسوا يسمون آل إبراهيم قطعا ، فالمراد بآل إبراهيم النبي أو هو وآله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإسماعيل جده ومن في حذوه.

قوله تعالى : « وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً » قد تقدم أن مقتضى السياق أن يكون المراد بالملك ما يعم الملك المعنوي الذي منه النبوة والولاية الحقيقية على هداية الناس وإرشادهم ويؤيده أن الله سبحانه لا يستعظم الملك الدنيوي لو لم ينته إلى فضيلة معنوية ومنقبة دينية ، ويؤيد ذلك أيضا أن الله سبحانه لم يعد فيما عده من الفضل في حق آل إبراهيم النبوة والولاية إذ قال : ( فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ ) ، فيقوى أن يكون النبوة والولاية مندرجتين في إطلاق قوله : وآتيناهم ملكا عظيما.

قوله تعالى : « فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ » الصد الصرف وقد قوبل الإيمان بالصد لأن اليهود ما كانوا ليقنعوا على مجرد عدم الإيمان بما أنزل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله دون أن يبذلوا مبلغ جهدهم في صد الناس عن سبيل الله والإيمان بما نزله من الكتاب ، وربما كان الصد بمعنى الإعراض وحينئذ يتم التقابل من غير عناية زائدة.

قوله تعالى : « وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً » تهديد لهم بسعير جهنم في مقابل ما صدوا عن الإيمان بالكتاب وسعروا نار الفتنة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والذين آمنوا معه.

ثم بين تعالى كفاية جهنم في أمرهم بقوله : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا ) إلى آخر الآية وهو بيان في صورة التعليل ، ثم عقبه بقوله : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) إلى آخر الآية ليتبين الفرق بين الطائفتين : ( مَنْ آمَنَ بِهِ ) ، و ( مَنْ صَدَّ عَنْهُ ) ، ويظهر أنهما في قطبين

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 4  صفحه : 377
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست