نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 4 صفحه : 365
يوضع فيه ، فقول القائل : سمعنا من حقه أن يوضع في موضع الطاعة فيقال : ( سَمِعْنا وَأَطَعْنا ) لا أن يقال : سمعنا وعصينا ، أو يوضع : سمعنا موضع
التهكم والاستهزاء ، وكذا قول القائل : اسمع ينبغي أن يقال فيه : اسمع أسمعك الله
لا أن يقال : ( اسْمَعْ غَيْرَ
مُسْمَعٍ ) أي لا أسمعك الله وراعنا ، وهو يفيد في لغة اليهود معنى
اسمع غير مسمع.
وقوله : « لَيًّا
بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ » أصل اللي الفتل أي يميلون بألسنتهم فيظهرون الباطل من
كلامهم في صورة الحق ، والإزراء والإهانة في صور التأدب والاحترام فإن المؤمنين
كانوا يخاطبون رسول الله صلىاللهعليهوآله حين ما كانوا يكلمونه بقولهم : راعنا يا رسول الله ،
ومعناه : أنظرنا واسمع منا حتى نوفي غرضنا من كلامنا ، فاغتنمت اليهود ذلك فكانوا
يخاطبون رسول الله صلىاللهعليهوآله بقولهم : راعنا وهم يريدون به ما عندهم من المعنى
المستهجن غير الحري بمقامه صلىاللهعليهوآله فذموا به في هذه الآية ، وهو قوله تعالى : « يُحَرِّفُونَ
الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ » ثم فسره بقوله : «
وَيَقُولُونَ سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ » ثم عطف عليه كعطف التفسير قوله : « وَراعِنا » ثم ذكر أن هذا الفعال المذموم منهم لي بالألسن ، وطعن
في الدين فقال : « لَيًّا
بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ » والمصدران في موضع الحال والتقدير : لاوين بألسنتهم ،
وطاعنين في الدين.
قوله تعالى : « وَلَوْ أَنَّهُمْ
قالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ » كون هذا القول منهم وهو مشتمل على أدب الدين ، والخضوع
للحق خيرا وأقوم مما قالوه ( مع اشتماله على اللي والطعن المذمومين ولا خير فيه
ولا قوام ) مبني على مقايسة الأثر الحق الذي في هذا الكلام الحق على ما يظنونه من
الأثر في كلامهم وإن لم يكن له ذلك بحسب الحقيقة ، فالمقايسة بين الأثر الحق وبين
الأثر المظنون حقا ، والمعنى : أنهم لو قالوا : سمعنا وأطعنا ، لكان فيه من الخير
والقوام أكثر مما يقدرون في أنفسهم لهذا اللي والطعن فالكلام يجري مجرى قوله تعالى
: ( وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً
أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللهِ
خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) الجمعة : ١١.
قوله تعالى : « وَلكِنْ لَعَنَهُمُ
اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً » تأييس للسامعين من أن تقول اليهود سمعنا وأطعنا فإنه
كلمة إيمان وهؤلاء ملعونون لا يوفقون للإيمان ، ولذلك قيل : لو أنهم قالوا ، الدال
على التمني المشعر بالاستحالة.
والظاهر أن
الباء في قوله : «
بِكُفْرِهِمْ » للسببية دون الآية ، فإن الكفر يمكن
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 4 صفحه : 365