نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 4 صفحه : 364
أوتوا نصيبا من الكتاب أي حظا منه لا جميعه كما يدعون لأنفسهم يشترون
الضلالة ويختارونها على الهدى ، ويريدون أن تضلوا السبيل فإنهم وإن لقوكم ببشر
الوجه ، وظهروا لكم في زي الصلاح ، واتصلوا بكم اتصال الأولياء الناصرين فذكروا
لكم ما ربما استحسنته طباعكم ، واستصوبته قلوبكم لكنهم ما يريدون إلا ضلالكم عن
السبيل كما اختاروا لأنفسهم الضلالة ، والله أعلم منكم بأعدائكم ، وهم أعداؤكم فلا
يغرنكم ظاهر ما تشاهدون من حالهم فإياكم أن تطيعوا أمرهم أو تصغوا إلى أقوالهم
المزوقة وإلقاءاتهم المزخرفة وأنتم تقدرون أنهم أولياؤكم وأنصاركم ، فأنتم لا
تحتاجون إلى ولايتهم الكاذبة ، ونصرتهم المرجوة وكفى بالله وليا ، وكفى بالله
نصيرا ، فأي حاجة مع ولايته ونصرته إلى ولايتهم ونصرتهم.
قوله تعالى : « مِنَ الَّذِينَ
هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ » إلى قوله : « فِي الدِّينِ » « من » في قوله : ( مِنَ الَّذِينَ ) ، بيانيه ، وهو بيان لقوله في الآية السابقة : ( الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ ) ، أو لقوله : ( بِأَعْدائِكُمْ ) ، وربما قيل : إن قوله : ( مِنَ الَّذِينَ
هادُوا ) خبر لمبتدإ محذوف وهو الموصوف المحذوف لقوله ( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ ) ، والتقدير : من الذين هادوا قوم يحرفون ، أو من الذين
هادوا من يحرفون ، قالوا : وحذف الموصوف شائع كقول ذي الرمة :
فظلوا ومنهم
دمعه سابق له
وآخر يشني
دمعة العين بالمهل
يريد : ومنهم
قوم دمعه أو ومنهم من دمعه وقد وصف الله تعالى هذه الطائفة بتحريف الكلم عن مواضعه
، وذلك إما بتغيير مواضع الألفاظ بالتقديم والتأخير والإسقاط والزيادة كما ينسب
إلى التوراة الموجودة ، وإما بتفسير ما ورد عن موسى عليهالسلام في التوراة وعن سائر الأنبياء بغير ما قصد منه من
المعنى الحق كما أولوا ما ورد في رسول الله صلىاللهعليهوآله من بشارات التوراة ، ومن قبل أولوا ما ورد في المسيح عليهالسلام من البشارة ، وقالوا : إن الموعود لم يجيء بعد ، وهم
ينتظرون قدومه إلى اليوم.
ومن الممكن أن
يكون المراد بتحريف الكلم عن مواضعه ما سيذكره تعالى بقوله : ( وَيَقُولُونَ سَمِعْنا وَعَصَيْنا ) ، فتكون هذه الجمل معطوفة على قوله : ( يُحَرِّفُونَ ) ، ويكون المراد حينئذ من تحريف الكلم عن مواضعه استعمال
القول بوضعه في غير المحل الذي ينبغي أن
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 4 صفحه : 364