آيات متعرضة
لحال أهل الكتاب ، وتفصيل لمظالمهم وخياناتهم في دين الله ، وأوضح ما تنطبق على
اليهود ، وهي ذات سياق واحد متصل ، والآية الأخيرة : « إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا
الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها » الآية ، وإن ذكر بعضهم أنها مكية ، واستثناها في آيتين من سورة النساء
المدنية ، وهي هذه الآية ، وقوله تعالى : ( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ
اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ ) الآية : « النساء : ١٧٦ » على ما في المجمع لكن الآية
ظاهرة الارتباط بما قبلها من الآيات ، وكذا آية الاستفتاء فإنها في الإرث ، وقد
شرع في المدينة.
قوله تعالى : « أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ » الآية ، قد تقدم في الكلام على الآيات ( ٣٦ ـ ٤٢ )
أنها مرتبطة بعض الارتباط بهذه الآيات ، وقد سمعت القول في نزول تلك الآيات في حق
اليهود.
وبالجملة يلوح
من هذه الآيات أن اليهود كانوا يلقون إلى المؤمنين المودة ويظهرون لهم النصح
فيفتنونهم بذلك ، ويأمرونهم بالبخل والإمساك عن الإنفاق ليمنعوا بذلك سعيهم عن
النجاح ، وجدهم في التقدم والتعالي ، وهذا لازم كون تلك الآيات نازلة في حق اليهود
أو في حق من كان يسار اليهود ويصادقهم ثم تنحرف عن الحق بتحريفهم ، ويميل إلى حيث
يميلونه فيبخل ثم يأمر بالبخل.
وهذا هو الذي
يستفاد من قوله : ( وَيُرِيدُونَ أَنْ
تَضِلُّوا السَّبِيلَ وَاللهُ أَعْلَمُ بِأَعْدائِكُمْ ) إلى آخر الآية.
فمعنى الآيتين ـ
والله أعلم ـ أن ما نبينه لكم تصديق ما بيناه لكم من حال الممسك عن الإنفاق في
سبيل الله بالاختيال والفخر والبخل والرئاء إنك ترى اليهود الذين
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 4 صفحه : 363