نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 4 صفحه : 25
الردى ، وبصيرة من العمى ، وشفاء لما في الصدور ـ فيما أمركم الله به من
الاستغفار والتوبة ـ قال الله : ( وَالَّذِينَ إِذا
فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ـ ذَكَرُوا اللهَ
فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ ـ وَلَمْ يُصِرُّوا
عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) ، وقال : ( وَمَنْ يَعْمَلْ
سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ـ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ
اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً ) ، فهذا ما أمر الله به من الاستغفار ، واشترط معه
التوبة والإقلاع عما حرم الله ـ فإنه يقول : ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ
الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) ، وبهذه الآية يستدل أن الاستغفار لا يرفعه إلى الله ـ
إلا العمل الصالح والتوبة.
أقول : قد
استفاد عليهالسلام الإقلاع وعدم العود بعد التوبة من نفي الإصرار ، وكذا
احتياج التوبة والاستغفار إلى صالح العمل بعده من عموم الكلم الطيب في قوله : ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ) الآية.
وفي المجالس ،
عن الصادق عليهالسلام قال لما نزلت هذه الآية : ( وَالَّذِينَ إِذا
فَعَلُوا فاحِشَةً ) ، صعد إبليس جبلا بمكة يقال له ثور ـ فصرخ بأعلى صوته
بعفاريته فاجتمعوا إليه ـ فقالوا له : يا سيدنا لم تدعونا؟ قال : نزلت هذه الآية
فمن لها؟ فقام عفريت من الشياطين فقال : أنا لها بكذا وكذا ـ فقال : لست لها ،
فقام آخر فقال مثل ذاك ـ فقال : لست لها ، فقال الوسواس الخناس : أنا لها ـ قال :
بما ذا؟ قال أعدهم وأمنيهم حتى يواقعوا الخطيئة ـ فإذا واقعوها أنسيتهم الاستغفار
، فقال : أنت لها ، فوكله بها إلى يوم القيامة.