نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 4 صفحه : 204
قوله تعالى : ( إِنَّ اللهَ لا
يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما ) : « البقرة : ٢٦ » ولعل هذا مراد من قال من المفسرين إن
قوله : ( إِنَّما يَأْكُلُونَ
فِي بُطُونِهِمْ ناراً ) ، كلام على الحقيقة دون المجاز وعلى هذا لا يرد عليه ما
أورده بعض المفسرين : أن قوله : ( يَأْكُلُونَ ) أريد به الحال دون الاستقبال بقرينة عطف قوله : ( وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ) عليه وهو فعل دخل عليه حرف الاستقبال فلو كان المراد به
حقيقة الأكل ـ ووقته يوم القيامة ـ لكان من اللازم أن يقال : سيأكلون في بطونهم
نارا ويصلون سعيرا فالحق أن المراد به المعنى المجازي ، وأنهم في أكل مال اليتيم
كمن يأكل في بطنه نارا انتهى ملخصا وهو غفلة عن معنى تجسم الأعمال.
وأما قوله : ( وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ) فهو إشارة إلى العذاب الأخروي ، والسعير من أسماء نار
الآخرة يقال صلى النار يصلاها صلى وصليا أي احترق بها وقاسى عذابها.
(بحث روائي)
في المجمع ، :
في قوله تعالى : ( لِلرِّجالِ نَصِيبٌ
مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ ) الآية : اختلف الناس في هذه الآية على قولين : أحدهما
أنها محكمة غير منسوخة ، وهو المروي عن الباقر عليهالسلام.
أقول : وعن
تفسير علي بن إبراهيم أنها منسوخة بقوله تعالى : ( يُوصِيكُمُ اللهُ فِي
أَوْلادِكُمْ ) الآية ، ولا وجه له ، وقد ظهر في البيان السابق أن
الآية بيان كلي لحكم المواريث ولا تنافي بينها وبين سائر آيات الإرث المحكمة حتى
يقال بانتساخها بها.
وفي الدر
المنثور ، أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة: في الآية قال : نزلت
في أم كلثوم وابنة أم كحلة أو أم كحلة ـ وثعلبة بن أوس وسويد وهم من الأنصار ـ كان
أحدهم زوجها والآخر عم ولدها فقالت : يا رسول الله ـ توفي زوجي وتركني وابنته فلم
نورث من ماله فقال عم ولدها : يا رسول الله لا تركب فرسا ولا تنكي عدوا ـ ويكسب
عليها ولا تكتسب ، فنزلت : ( لِلرِّجالِ نَصِيبٌ ) الآية.
أقول : وفي بعض
الروايات عن ابن عباس أنها نزلت في رجل من الأنصار مات وترك ابنتين فجاء ابنا عمه
وهما عصبته فقالت امرأته تزوجا بهما ـ وكان بهما دمامة
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 4 صفحه : 204