نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 3 صفحه : 84
التجافي والإغماض عنه
بنص القرآن ، وما تكلموا فيه من غير إسناده إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فهو وإن لم يجر مجرى النبويات في حجيتها
لكن القلب إليه أسكن فإن ما ذكروه في تفسير الآيات إما مسموع من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أو شيء هداهم إليه الذوق المكتسب من بيانه
وتعليمه صلىاللهعليهوآلهوسلم وكذا ما ذكره
تلامذتهم من التابعين ومن يتلوهم ، وكيف يخفى عليهم معاني القرآن مع تعرقهم في العربية
، وسعيهم في تلقيها من مصدر الرسالة ، واجتهادهم البالغ في فقه الدين على ما يقصه التاريخ
من مساعي رجال الدين في صدر الاسلام.
ومن هنا يظهر أن العدول عن طريقتهم وسنتهم
، والخروج من جماعتهم ، وتفسير آية من الآيات بما لا يوجد بين أقوالهم وآرائهم بدعة
، والسكوت عما سكتوا عنه واجب.
وفي ما نقل عنهم كفاية لمن أراد فهم كتاب
الله تعالى ، فانه يبلغ زهاء الوف من الروايات ، وقد ذكر السيوطي أنه أنهاه إلى سبعة
عشر ألف رواية عن النبي وعن الصحابة والتابعين.
قلت
: قد مر فيما تقدم أن الآيات التي تدعو الناس
عامة من كافر أو مؤمن ممن شاهد عصر النزول أو غاب عنه إلى تعقل القرآن وتامله والتدبر
فيه وخاصة قوله تعالى : (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ
الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً) النساء ـ ٨٢ تدل دلالة واضحة على أن المعارف
القرآنية يمكن أن ينالها الباحث بالتدبر والبحث ، ويرتفع به ما يترائى من الاختلاف
بين الآيات ، والآية في مقام التحدي ، ولا معنى لارجاع فهم معاني الآيات ـ والمقام
هذا المقام ـ إلى فهم الصحابة وتلامذتهم من التابعين حتى إلى بيان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فإن ما بينه إما أن يكون معنى يوافق ظاهر
الكلام فهو مما يؤدى إليه اللفظ ولو بعد التدبر والتأمل والبحث ، وإما أن يكون معنى
لا يوافق الظاهر ولا أن الكلام يؤدي إليه فهو مما لا يلائم التحدي ولا تتم به الحجة
وهو ظاهر.
نعم تفاصيل الأحكام مما لا سبيل إلى تلقيه
من غير بيان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
كما أرجعها القرآن إليه في قوله تعالى : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ
فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) الحشر ـ ٧ وما في معناه من الآيات ، وكذا
تفاصيل القصص والمعاد مثلاًً.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 3 صفحه : 84