نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 3 صفحه : 71
وفي الدر المنثور أخرج ابن أبي شيبة وأحمد
والترمذي وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن ام سلمة : أن رسول الله كان يكثر في دعائه
أن يقول اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. قلت يا رسول الله وإن القلوب لتتقلب
؟ قال نعم ما خلق الله من بشر من بني آدم إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله فإن شاء
أقامه ، وإن شاء أزاغه ، الحديث.
أقول
: وروي هذا المعنى بطرق عديدة عن عدة من الصحابة
كجابر ونواس ابن شمعان وعبد الله بن عمر وأبي هريرة ، والمشهور في هذا الباب ما في
حديث نواس : قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن. وقد روى اللفظة ( فيما أظن )
الشريف الرضي في المجازات النبوية.
وروي عن علي عليهالسلام : أنه قيل له. هل عندكم شيء من الوحي ؟
قال : لا والذي فلق الحبة وبرء النسمة إلا أن يعطي الله عبداً فهماً في كتابه.
أقول
: وهو من غرر الأحاديث ، وأقل ما يدل عليه
: أن ما نقل من أعاجيب المعارف الصادرة عن مقامه العلمي الذي يدهش العقول مأخوذ من
القرآن الكريم.
وفي الكافي عن الصادق عن أبيه عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله عليهالسلام : يا أيها الناس إنكم في دار هدنة ، وأنتم
على ظهر سفر ، والسير بكم سريع ، وقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل
جديد ، ويقربان كل بعيد ، ويأتيان بكل موعود ، فأعدوا الجهاز لبعد المجاز ، قال : فقام
المقداد بن الأسود فقال : يا رسول الله وما دار الهدنة ؟ فقال : دار بلاغ وانقطاع ،
فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع ، وماحل
مصدق ، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار ، وهو الدليل
يدل على خير سبيل ، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل ، وهو الفصل ليس بالهزل ، وله
ظهر وبطن ، فظاهره حكم وباطنه علم ، ظاهره أنيق وباطنه عميق ، له تخوم وعلى تخومه تخوم
، لا تحصى عجائبه ، ولا تبلى غرائبه ، فيه مصابيح الهدى ، ومنار الحكمة ، ودليل على
المعرفة لمن عرف الصفة ، فليجل جال بصره ، وليبلغ الصفة نظره ، ينج من عطب ، ويخلص
من نشب ، فإن التفكر حيوة قلب البصير ، كما يمشي المستنير في الظلمات ، فعليكم بحسن
التخلص ، وقلة التربص.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 3 صفحه : 71