نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 3 صفحه : 352
على أنه يهدي عالم المسلمين
إلى سعادتهم الدنيوية التي هي وحدة الكلمة وائتلاف الامة وشهادة منافعهم ، ويهدي عالم
غيرهم بإيقاظهم وتنبيههم إلى ثمرات هذه الوحدة وائتلاف القوى المختلفة المتشتتة.
ومن هنا يظهر أولاً
: أنه هدى إلى سعادة الدنيا والآخرة كما أنه هدى بجميع مراتب الهداية ، فالهداية مطلقة.
وثانياً
: أنه هدى للعالمين لا لعالم خاص وجماعة مخصوصة كآل إبراهيم أو العرب أو المسلمين وذلك
لما فيه من سعة الهداية.
قوله
تعالى :(فِيهِ آيَاتٌ
بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ )
، الآيات وإن وصفت بالبينات ، وأفاد ذلك تخصصاً ما في الموصوف إلا إنها مع ذلك لا تخرج
عن الإبهام ، والمقام مقام بيان مزايا البيت ومفاخره التي بها يتقدم على غيره في الشرف
ولا يناسب ذلك إلا الإتيان ببيان واضح ، والوصف بما لا غبار عليه بالإبهام والإجمال
، وهذا من الشواهد على كون قوله : (مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ
وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ) إلى آخر الآية بياناً لقوله : آيات بينات
فالآيات هي : مقام إبراهيم ، وتقرير الأمن فيه ، وإيجاب حجه على الناس المستطيعين.
لكن لا كما يترائى من بعض التفاسير من كون
الجمل الثلاث بدلاً أو عطف بيان من قوله : آيات لوضوح أن ذلك يحتاج إلى رجوع الكلام
بحسب التقدير إلى مثل قولنا هي مقام إبراهيم ، والأمن لمن دخله ، وحجه لمن استطاع إليه
سبيلاً ، وفي ذلك إرجاع قوله : ومن دخله ، سواء كان إنشاءاً أو إخباراً إلى المفرد
بتقدير أن وإرجاع قوله : ولله على الناس ، وهي جملة إنشائية إلى الخبرية ثم عطفه على
الجملة السابقة وتأويلها إلى المفرد بذلك أو بتقدير أن فيها أيضاً ، وكل ذلك مما لا
يساعد عليه الكلام البتة.
وإنما سيقت هذه الجمل الثلاث أعني قوله :
مقام إبراهيم « الخ » ، كل لغرض خاص من إخبار أو إنشاء حكم ثم تتبين بها الآيات فتعطي
فائدة البيان كما يقال : فلان رجل شريف هو ابن فلان ويقري الضيف ويجب علينا أن نتبعه.
قوله
تعالى : مقام إبراهيم مبتدأ لخبر محذوف والتقدير
فيه مقام إبراهيم ،
وهو الحجر الذي عليه أثر قدمي إبراهيم الخليل عليهالسلام
، وقد استفاض النقل بأن الحجر مدفون
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 3 صفحه : 352