نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 3 صفحه : 345
ويتبين من آية البقرة المذكورة أيضاً أن
المراد بالبر هو ظاهر معناه اللغوي أعني التوسع في الخير فإنها بينته بمجامع الخيرات
الاعتقادية والعملية ، ومنه يظهر ما في قول بعضهم : أن المراد بالبر هو إحسان الله
وإنعامه وما في قول آخرين : أن المراد به الجنة.
قوله
تعالى :(وَمَا تُنفِقُواْ مِن
شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ )
، تطبيب لنفوس المنفقين أن ما ينفقونه من المال المحبوب عندهم لا يذهب مهدوراً من غير
أجر : فإن الله الذي يأمرهم به عليم بإنفاقهم وما ينفقونه.
قوله
تعالى :(كُلُّ الطَّعَامِ
كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى
نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ) ، الطعام كل ما يطعم ويتغذى به وكان يطلق
عند أهل الحجاز على البر خاصة وينصرف إليه عندهم لدى الإطلاق ، والحل مقابل الحرمة
، وكأنه مأخوذ من الحل مقابل العقد والعقل فيفيد معنى الإطلاق وإسرائيل هو يعقوب النبي
عليهالسلام سمي به لانه
كان مجاهداً في الله مظفراً به ، ويقول أهل الكتاب : إن معناه المظفر الغالب على الله
سبحانه لانه صارع الله في موضع يسمى فنيئيل ( فغلبه على ما في التوراة ) وهو مما يكذبه
القرآن ويحيله العقل.
وقوله : إلا ما حرم إسرائيل على نفسه استثناء
من الطعام المذكور آنفاً ، وقوله : من قبل أن تنزل التوراة متعلق بكان في الجملة الأولى
، والمعنى لم يحرم الله قبل نزول التوراة شيئاً من الطعام على بني إسرائيل إلا ما حرم
إسرائيل على نفسه.
وفي قوله تعالى : (قُلْ
فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) ، دلالة على أنهم كانوا ينكرون ذلك ، أعني
حلية كل الطعام عليهم قبل التوراة ، ويدل عليه أنهم كانوا ينكرون النسخ في الشرائع
ويحيلون ذلك كما مر ذكره في ذيل قوله تعالى : (مَا نَنسَخْ مِنْ
آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا الآية ) البقرة ـ ١٠٦ ، فهم كانوا ينكرون بالطبع
قوله تعالى : (فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ
حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ ) النساء ـ ١٦٠.
وكذا يدل قوله تعالى بعد: (قُلْ
صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً ) ، أنهم كانوا يجعلون ما ينكرونه ( من حلية
كل الطعام عليهم قبل ، التوراة وكون التحريم إنما نزل عليهم لظلمهم بنسخ الحل بالحرمة
) وسيلة إلى إلقاء الشبهة على المسلمين ، والاعتراض على ما كان يخبر به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن ربه أن دينه هو ملة إبراهيم الحنيف ،
وهي ملة فطرية لا إفراط فيها ولا تفريط ، كيف ؟ وهم كانوا يقولون : إن إبراهيم كان
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 3 صفحه : 345