responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 3  صفحه : 286

وروح القدس ) إنجيل متى ـ الإصحاح الثامن والعشرون.

وقوله : ( في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله ، والله كان الكلمة منذ البدء كان هذا عند الله كل به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان به كانت الحياة ، والحياة كانت نور الناس ) إنجيل يوحنا ـ الإصحاح الأول.

فهذه الكلمات وما يماثلها مما وقع في الإنجيل هي التي دعت النصارى إلى القول بالتثليث في الوحدة.

والمراد به حفظ ( أن المسيح ابن ) الله مع التحفظ على التوحيد الذي نص عليه المسيح في تعليمه كما في قوله : ( إن أول كل الوصايا : اسمع يا إسرائيل الرب إلهك إله واحد هو ) إنجيل مرقس ـ الإصحاح الثاني عشر.

ومحصل ما قالوا به ( وإن كان لا يرجع إلى محصل معقول ) : أن الذات جوهر واحد له أقانيم ثلاث ، والمراد بالاقنوم هو الصفة التي هي ظهور الشيء وبروزه وتجليه لغيره وليست الصفة غير الموصوف ، والأقانيم الثلاث هي : اقنوم الوجود واقنوم العلم ، وهو الكلمة ، واقنوم الحياة وهو الروح.

وهذه الأقانيم الثلاث هي : الأب والابن والروح القدس : والأول اقنوم الوجود ، والثاني اقنوم العلم والكلمة ، والثالث اقنوم الحياة ، فالابن وهو الكلمة واُقنوم العلم نزل من عند أبيه وهو أُقنوم الوجود بمصاحبة روح القدس وهو أقنوم الحيوة التي بها يستنير الأشياء.

ثم اختلفوا في تفسير هذا الاجمال اختلافاً عظيماً أوجب تشتتهم وانشعابهم شعباً ومذاهب كثيرة تجاوز السبعين ، وسيأتيك نبأها على قدر ما يلائم حال هذا الكتاب.

إذا تأملت ما قدمناه عرفت ، أن ما يحكيه القرآن عنهم أو ينسبه إليهم بقوله : (وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ، الآية ) وقوله : (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ، الآية ) وقوله : (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ ، الآية ) ، وقوله : (وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ ، الآية ) كل ذلك يرجع إلى معنى واحد ( وهو تثليث الوحدة ) هو المشترك بين جميع المذاهب المستحدثة في النصرانية ، وهو الذي قدمناه في معنى تثليث الوحدة.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 3  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست