نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 3 صفحه : 265
الخلاق النصيب ، والتزكية
هي الإنماء نمواً صالحاً ، ولما كان الوصف المأخوذ في بيان هذه الطائفة من الناس مقابلاً
للوصف المأخوذ في الطائفة الاخرى المذكورة في قوله : من أوفى بعهده واتقى ، ثم كانت
التبعات المذكورة لوصفهم اموراً سلبية أفاد ذلك :
أولاً
: أن الإتيان في الإشارة بلفظ اولئك الدال
على البعد لإفادة بعد هؤلاء من ساحة القرب كما أن الموفون بعهدهم المتقون مقربون لمكان
حب الله تعالى لهم.
وثانياً
: أن آثار محبة الله سبحانه هي الخلاق في
الآخرة ، والتكليم والنظر يوم القيامة ، والتزكية والمغفرة ، وهي رفع أليم العذاب.
والخصال التي ذكرها الله تعالى لهؤلاء الناقضين
لعهد الله وأيمانهم امور ثلاثة :
أحدها : أنهم لا نصيب لهم في الآخرة ، والمراد
بالآخرة هي الدار الآخرة ( من قيام الوصف مقام الموصوف ) ويعني بها الحياة التي بعد
الموت كما أن المراد بالدنيا هي الدار الدنيا وهي الحياة الدنيا قبل الموت.
ونفي النصيب عنهم في الآخرة لاختيارهم نصيب
الدنيا عليه ، ومن هنا يظهر أن المراد بالثمن القليل هو الدنيا ، وإنما فسرناه فيما
تقدم بمتاع الدنيا لمكان توصيفه تعالى إياه بالقليل ، وقد وصف به متاع الدنيا في قوله
ـ عز من قائل ـ : (قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ) النساء ـ ٧٧ ، على أن متاع الدنيا هو الدنيا.
وثانيها : أن الله لا يكلمهم ولا ينظر إليهم
يوم القيامة ، وقد حوذي به المحبة ـ الإلهية للمتقين من حيث إن الحب يوجب تزود المحب
من المحبوب بالاسترسال بالنظر والتكليم عند الحضور والوصال ، وإذ لا يحبهم الله فلا
يكلمهم ولا ينظر إليهم يوم القيامة وهو يوم الإحضار والحضور ، والتدرج من التكليم إلى
النظر لوجود القوة والضعف بينهما فإن الاسترسال في التكليم أكثر منه في النظر فكأنه
قيل : لا نشرفهم لا كثيراً ولا قليلاً.
وثالثها : أن الله لا يزكيهم ولهم عذاب أليم
، وإطلاق الكلام يفيد أن المراد بهما ما يعم التزكية والعذاب في الدنيا والآخرة.
قوله
تعالى : وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب
لتحسبوه من الكتاب
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 3 صفحه : 265