نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 3 صفحه : 262
الحاكمة في الجامعة البشرية.
نعم أصل هذه الكلمة ـ وهو سلب الحقوق العامة
عن بعض الأفراد والجوامع ـ مما لا مناص عنه في الجامعة الإنسانية لكن الذي يعتبره المجتمع
الإنساني الصالح هو سلب الحقوق عمن يريد إبطال الحقوق وهدم المجتمع ، والذي يعتبره
الإسلام في ثبوت الحق هو دين التوحيد من الإسلام أو الذمة فمن لا إسلام له ولا ذمة
، فلا حق له من الحيوة وهو الذي ينطبق على الناموس الفطري الذي سمعت أنه المعتبر إجمالاً
عند المجتمع الإنساني.
ولنرجع إلى ما كنا فيه من الكلام في الآية
فقوله تعالى : ( وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ) كان الظاهر أن يقال : ومنهم ، فهو من وضع
الظاهر موضع الضمير والوجه فيه دفع أن يتوهم أن هؤلاء بعض من الطائفة المذكورة في الآيتين
السابقتين التي قالت
:(آمِنُواْ بِالَّذِيَ
أُنزِلَ)
« الخ » ولذلك لما اندفع التوهم المذكور قيل في الآية الآتية : وإن منهم لفريقاً يلوون
ألسنتهم بالكتاب الآية.
وهناك وجه آخر وهو أن ذكر الوصف ـ وهو كونهم
من أهل الكتاب مشعر بنوع من التعليل ، وذلك أن صدور هذا القول والفعل منهم ـ أعني قولهم
: ليس علينا في الاميين سبيل ، وأكلهم مال الناس بذلك لم يكن بذاك البعيد المستغرب
لو كانوا اميين لا خبر عندهم من النبوة والوحي لكنهم أهل الكتاب وعندهم الكتاب فيه
حكم الله ، وهم يعلمون أن الكتاب لا يحكم لهم بذلك ، ولا يبيح لهم مال غيرهم لأنه غيرهم
فهذا الذي قالوه ثم فعلوه وهم أهل الكتاب منهم أغرب وأبعد ، والتوبيخ والتقبيح عليهم
أوجه وألزم.
والقنطار والدينار معروفان ، والمقابلة بينهما
ـ على ما فيها من المحسنات البديعية ـ والمقام مقام يذكر فيه الأمانة تفيد أنه كنى
بهما عن الكثير والقليل ، والمراد أن منهم من لا يخون الأمانة وإن كثرت وثقلت قيمتها
، ومنهم من يخونها وإن قلت وخفت.
وكذا الخطاب الموضوع في الكلام بقوله : إن
تأمنه بقنطار يؤده إليك ، غير متوجه إلى مخاطب معين بل هو للتكنية عن أي مخاطب يمكن
أن يخاطب بهذا الكلام للإشعار بأن الحكم عام غير مقصور على واحد دون واحد ، والكلام
في معنى قولنا ؛
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 3 صفحه : 262