responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 3  صفحه : 259

والعلانية كلام منهم لا يستوي على تعقل صحيح ، وليس جواباً لمكان الواو في قوله : أو لا يعلمون.

وعلى ما مر من المعنى فقوله تعالى : ولا تؤمنوا معناه ، لا تثقوا ولا تصدقوا لهم الوثاقة وحفظ السر على حد قوله تعالى : (وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) البرائة ـ ٦١ ، والمراد بقوله : لمن تبع ، اليهود.

والمراد بالجملة النهي عن إفشاء ما كان عندهم من حقية تحويل القبلة إلى الكعبة كما مر في قوله تعالى : (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ـ إلى أن قال : وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ـ إلى أن قال : الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) البقرة ـ ١٤٦.

وفي معنى الآية أقوال شتى دائرة بين المفسرين كقول بعضهم : إن قوله تعالى : (وَلاَ تُؤْمِنُواْ ) إلى آخر الآية كلام لله تعالى لا لليهود ، وخطاب الجمع في قوله : ولا تؤمنوا وقوله :(مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ ) جميعاً للمؤمنين ، وخطاب الإفراد في قوله : قل ، في الموضعين للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقول آخرين بمثله إلا أن خطاب الجمع في قوله : اوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم ، لليهود في الكلام عتاب وتقريع. وقول آخرين إن قوله : ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم من كلام اليهود ، وقوله : قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد « الخ » كلام لله تعالى جواباً عما قالته اليهود ، وكذا الخلاف في معنى الفضل أن المراد به الدين أو النعمة الدنيوية أو الغلبة أو غير ذلك.

وهذه الأقوال على كثرتها بعيدة عما يعطيه السياق كما قدمنا الإشارة إليه ولذا لم نشتغل بها فضل اشتغال.

قوله تعالى : (قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) ، الفضل هو الزائد عن الاقتصاد ، ويستعمل في المحمود كما أن الفضول يستعمل في المذموم ، قال الراغب : وكل عطية لا تلزم من يعطي يقال لها فضل نحو قوله : واسألوا الله من فضله ـ ذلك فضل الله ـ ذو الفضل العظيم ، وعلى هذا قوله : قل بفضل الله ـ ولو لا فضل الله انتهى.

وعلى هذا فقوله : إن الفضل بيد الله ، من قبيل الإيجاز بالقناعة بكبرى البيان

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 3  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست