responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 3  صفحه : 251

وفيه إشارة إلى أن التوحيد في العبادة من لوازم الإسلام.

قوله تعالى : (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ) إلى آخر الآية ، الظاهر أنه مقول القول الواقع في الآية السابقة ، وكذا ما يأتي بعد أربع آيات فيكون مقولاً لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإن كان ظاهر سياق قوله : بعد آيتين : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ ) الآية ، أن يكون الخطاب من الله لا من رسوله بإذنه.

ومحاجتهم في إبراهيم عليه‌السلام بضم كل طائفة إياه إلى نفسها يشبه أن تكون أولاً بالمحاجة لإظهار المحقية كأن تقول اليهود إن إبراهيم عليه‌السلام الذي أثنى الله عليه في كتابه منا فتقول النصارى : إن إبراهيم كان على الحق ، وقد ظهر الحق بظهور عيسى معه ، ثم تتبدل إلى اللجاج والعصبية فتدعي اليهود أنه كان يهودياً ، وتدعي النصارى أنه كان نصرانياً ، ومن المعلوم أن اليهودية والنصرانية إنما نشأتا جميعاً بعد نزول التوراة والإنجيل وقد نزلا جميعاً بعد إبراهيم عليه‌السلام ، فكيف يمكن أن يكون عليه‌السلام يهودياً بمعنى المنتحل بالدين الذي يختص بموسى عليه‌السلام ، ولا نصرانياً بمعنى المتعبد بشريعة عيسى عليه‌السلام ، فلو قيل في إبراهيم شيء لوجب أن يقال : إنه كان على الحق حنيفاً من الباطل إلى الحق مسلماً لله سبحانه ، وهذه الآيات في مساق قوله تعالى : (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَـقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) البقرة ـ ١٤٠.

قوله تعالى : ( هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ ) الآية ، الآية تثبت لهم علماً في المحاجة التي وقعت بينهم ، وتنفي علماً وتثبته لله تعالى ، ولذلك ذكر المفسرون : أن المعنى : أنكم حاججتم : في إبراهيم عليه‌السلام ولكم به علم ما ، كالعلم بوجوده ونبوته ، فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم وهو كونه يهودياً أو نصرانياً والله يعلم وأنتم لا تعلمون ، أو أن المراد بالعلم علم ما بعيسى وخبره ، والمعنى أنكم تحاجون في عيسى ولكم بخبره علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم وهو كون إبراهيم يهودياً أو نصرانياً ، هذا ما ذكروه.

وأنت تعلم أن شيئاًً من الوجهين لا ينطبق على ظاهر سياق الآية : أما الأول فلأنه لم تقع لهم محاجة في وجود إبراهيم ونبوته ، وأما الثاني فلأن المحاجة التي وقعت منهم في عيسى لم يكونوا فيها على الصواب بل كانوا مخطئين في خبره كاذبين في

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 3  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست