نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 3 صفحه : 249
وَرُهْبَانَهُمْ
أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ
لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ) التوبة ـ ٣١ ، إلى غير ذلك من الآيات.
وفيما حكاه القرآن عن الأنبياء السالفين
كنوح وهود وصالح وإبراهيم وشعيب وموسى وعيسى عليهمالسلام
مما كلموا به اممهم شيء كثير من هذا القبيل كقول نوح : (رَّبِّ
إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا
خَسَاراً )
نوح ـ ٢١ ، وقول هود لقومه : (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ
رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ وَإِذَا
بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ )
الشعراء ـ ١٣٠ ، وقول صالح لقومه : (وَلَا تُطِيعُوا
أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ )
الشعراء ـ ١٥١ ، وقول إبراهيم لأبيه وقومه : (مَا هَذِهِ
التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا
عَابِدِينَ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) الأنبياء ـ ٥٤ ، وقوله تعالى لموسى وأخيه
: (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى
ـ إلى أن قال ـ : فَأْتِيَاهُ
فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا
تُعَذِّبْهُمْ)
طه ـ ٤٧ ، وقول عيسى لقومه : (وَلِأُبَيِّنَ لَكُم
بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ) الزخرف ـ ٦٣ ، فالدين الفطري هو الذي ينفي
البغي والفساد ، وهذه المظالم والسلطات بغير الحق الهادمة لأساس السعادة والمخربة لبنيان
الحق والحقيقة ، وإلى ذلك يشير قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
في حجة الوداع : ( وقد ذكره المسعودي في حوادث سنة عشر من الهجرة في مروج الذهب ) (
ألا وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ) وكأنه صلىاللهعليهوآلهوسلم يريد به رجوع الناس إلى حكم الفطرة باستقرار
سيرة الإسلام بينهم.
والكلام أعني قوله تعالى أن لا نعبد إلا
الله « الخ » ، على كونه آخذاً بمجامع غرض النبوة مفصح عن سبب الحكم وملاكه.
أما قوله : (أَلاَّ
نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً) فلأن الالوهية هي التي يأله إليه ويتوله
فيه كل شيء من كل وجه ، وهو أن يكون منشئاً لكل كمال في الأشياء على كثرتها وارتباطها
واتحادها في الحاجة ، وفيه كل كمال يفتاق إليه الأشياء ، وهذا المعنى لا يستقيم إلا
إذا كان واحداً غير كثير ، ومالكاً إليه تدبير كل شيء ، فمن الواجب أن يعبد الله لأنه
إله واحد لا شريك له ، ومن الواجب أن لا يتخذ له شريك في عبادته ، وبعبارة اخرى ، هذا
العالم وجميع ما يحتوي عليه لا يصح ولا يجوز أن يخضع ويتصغر إلا لمقام واحد إذ هؤلاء
المربوبون لوحدة نظامهم وارتباط وجودهم لا
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 3 صفحه : 249