responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 3  صفحه : 247

بمعنى الكلمة لا نفسها كما أن تعليق الاجتماع أيضاً على المعنى لا يخلو من عناية مجازية ففي الكلام وجوه من لطائف العنايات : نسبه الاجتماع إلى المعنى ثم وضع الكلمة مكان المعنى ثم توصيف الكلمه بالسواء !

وربما قيل : إن معنى كون الكلمة سواء أن القرآن والتوراة والإنجيل متفقة في الدعوة إليها ، وهي كلمة التوحيد ، ولو كان المراد به ذلك كان قوله تعالى : ( أن لا نعبد إلا الله ) « الخ » من قبيل وضع التفسير الحق موضع الكلمة المتفق عليها ؛ والإعراض عما لعبت به أيديهم من تفسيره غير المرضي الذي تنطبق الكلمة بذلك على أهوائهم من الحلول واتخاذ الابن والتثليث وعبادة الأحبار والقسيسين والأساقفة ويكون محصل المعنى : (تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ) وهي التوحيد : ولازم التوحيد رفض الشركاء وعدم اتخاذ الأرباب من دون الله سبحانه.

والذي تختتم به الآية من قوله : فإن : (تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) يؤيد المعنى الأول فإن محصل المعنى بالنظر إليه أنه يدعو إلى هذه الكلمة وهي أن لا نعبد إلا الله « الخ » لأنها مقتضى الإسلام لله الذي هو الدين عند الله ، وإن كان الإسلام أيضاً لازماً من لوازم التوحيد لكن الدعوة في الآية إنما هي إلى التوحيد العملي وهو ترك عبادة غير الله سبحانه دون اعتقاد الوحدة ، فافهم ذلك.

قوله تعالى : (أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ ) ، تفسير للكلمه السواء ؛ وهي التي يوجبها الإسلام لله.

والمراد بقوله : (أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ) ، نفى عبادة غير الله لا إثبات عبادة الله تعالى على ما مرت الإشاره إليه في معنى كلمة الإخلاص ( لا إله إلا الله ) : أن لازم كون إلا الله ، بدلاً لا استثنائاً كون الكلام مسوقاً لبيان نفي الشريك دون إثبات الإله ، فإن القرآن يأخذ إثبات وجود الاله وحقيته مفروغاً عنه.

ولما كان الكلام مسوقاً لنفي الشريك في العبادة ولا ينحسم به مادة الشرك اللازم من اعتقاد البنوة والتثليث ونحو ذلك أردفه بقوله : ولا نشرك به شيئاًً ولا يتخذ « الخ » فإن تسمية العبادة بعبادة الله لا تصير العبادة عبادة لله سبحانه ما لم يخلص الاعتقاد ولم يتجرد الضمير من الاعتقادات والآراء المولودة من أصل الشرك لأن العبادة حينئذ إنما

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 3  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست