نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 3 صفحه : 242
نعم لو دلت الآية على حصول العلم لأحد غير
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لدل فيمن جيء
به للمباهلة على ما استفدناه من قوله تعالى : (مِنَ الْكَاذِبِينَ) فيما تقدم.
بل القرآن يدل على عدم عموم العلم واليقين
لجميع المؤمنين حيث يقول تعالى : (وَمَا يُؤْمِنُ
أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ) يوسف ـ ١٠٦ ، فوصفهم بالشرك وكيف يجتمع
الشرك مع اليقين ، ويقول تعالى : (وَإِذْ يَقُولُ
الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ
وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً )
الاحزاب ـ ١٢ ، ويقول تعالى : (وَيَقُولُ الَّذِينَ
آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ
وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ
إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ طَاعَةٌ
وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ
خَيْراً لَّهُمْ ـ إلى أن قال ـ : أُوْلَئِكَ الَّذِينَ
لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) محمد ـ ٢٣ ، فاليقين لا يتحقق به إلا بعض
أولي البصيرة من متبعي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، قال تعالى : (فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ
لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ)
آل عمران ـ ٢٠ ، وقال تعالى : (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي
أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) يوسف ـ ١٠٨.
ومنها
: قوله : وفي قوله : (نَدْعُ
أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ )
« الخ » وجهان : أحدهما أن كل فريق يدعو الآخر « الخ » قد عرفت فساد وجهه الأول وعدم
انطباقه على لفظ الآية إذ قد عرفت أن الغرض كان مستوفي حأصلاً لو قيل : ( تعالوا نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل
لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )
، وإنما زيد عليه قوله : (نَدْعُ أَبْنَاءنَا
وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ) ، ليدل على لزوم إحضار كل من الفريقين عند
المباهلة أعز الأشياء عنده وأحبها إليه وهو الابناء والنساء والأنفس ( الأهل والخاصة
) ، وهذا إنما يتم لو كان معنى الآية : ندعو نحن أبناءنا ونساءنا وأنفسنا وتدعون أنتم
أبناءكم ونساءكم وأنفسكم ، ثم نبتهل ، وأما لو كان المعنى ندعو نحن أبنائكم ونسائكم
وأنفسكم وتدعون أنتم أبناءنا ونساءنا وأنفسنا ثم نبتهل بطل الغرض المذكور.
على أن هذا المعنى في نفسه مما لا يرتضيه
الطبع السليم فما معنى تسليط رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
النصارى على أبنائه ونسائه ، وسؤاله أن يسلطوه على ذراريهم ونسائهم ليتداعوا فيتم الحضور
والمباهلة مع تأتي ذلك بدعوة كل فريق أهل نفسه لها ؟
على أن هذا المعنى يحتاج في فهمه من الآية
إلى فهم معنى التسليط وما يشابهه ـ كما
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 3 صفحه : 242