نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 3 صفحه : 24
كل ما يظهر حقيقته يوم
القيامة من أنباء النبوة وأخبارها.
ومن هنا ما قيل : إن التأويل في الآية هو
الخارج الذي يطابقه الخبر الصادق كالامور المشهودة يوم القيامة التي هي مطابقات ( اسم
مفعول ) أخبار الأنبياء والرسل والكتب.
ويرده : ان التأويل على هذا يختص بالايات
المخبرة عن الصفات وبعض الافعال وعن ما سيقع يوم القيامة ، وأما الايات المتضمنة لتشريع
الاحكام فإنها لاشتمالها على الانشاء لا مطابق لها في الخارج عنها ، وكذا ما دل منها
على ما يحكم به صريح العقل كعدة من أحكام الاخلاق فإن تأويلها معها ، وكذا ما دل على
قصص الأنبياء والامم الماضية فإن تأويلها على هذا المعنى يتقدمها من غير أن يتأخر إلى
يوم القيامة ، مع ان ظاهر الآية يضيف التأويل إلى الكتاب كله لا إلى قسم خاص من آياته.
ومثلها قوله تعالى : ( وما كان هذا القرآن
أن يفتري إلى أن قال أم يقولون افتريه إلى ان قال : (بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا
لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ
مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ) يونس ـ ٣٩ ، والايات كما ترى تضيف التأويل
إلى مجموع الكتاب.
ولذلك ذكر بعضهم : أن التأويل هو الأمر العيني
الخارجي الذي يعتمد عليه الكلام ، وهو في مورد الاخبار المخبر به الواقع في الخارج
، إما سابقاً كقصص الأنبياء والامم الماضية ، وإما لاحقاً كما في الايات المخبرة عن
صفات الله وأسمائه ومواعيده وكل ما سيظهر يوم القيامة ، وفي مورد الانشاء كآيات الاحكام
المصالح المتحققة في الخارج كما في قوله تعالى : (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا
كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً
) أسرى ـ ٣٥ ،
فإن تأويل إيفاء الكيل وإقامه الوزن هو المصلحة المترتبة عليهما في المجتمع وهو استقامة
أمر الاجتماع الإنساني.
وفيه اولا
: أن ظاهر هذه الآية : أن التأويل أمر خارجي وأثر عيني مترتب على فعلهم الخارجي الذي
هو إيفاء الكيل وإقامة الوزن لا الأمر التشريعي الذي يتضمنه قوله : (وَأَوْفُوا
الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ )
الآية ، فالتأويل أمر خارجي هو مرجع ومآل لامر خارجي آخر فتوصيف آيات الكتاب بكونها
ذات تأويل من جهة حكايتها
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 3 صفحه : 24