responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 3  صفحه : 111

في هذا المعنى في تفسير قوله تعالى : (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً الآية ) البقرة ـ ٢١٣.

وقد قال تعالى في هذه النعم الأرضية : (ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) ثم قال : وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ الرعد ـ ٢٦ ، فجعل نفس الحيوة الدنيا متاعاً في الآخرة يتمتع به ، وهذا من أبدع البيان ، وباب ينفتح به للمتدبر الف باب ، وفيه تصديق قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كما تعيشون تموتون وكما تموتون تبعثون.

وبالجملة الحيوة الدنيا هي الوجود الدنيوي بما كسب من حسنة أو سيئة وهو الذي يتمتع به في الآخرة من حيث سعادته وشقائه أي ما يراه فوزاً وفلاحاً لنفسه وما يراه خيبة وخسراناً فيعطي سعادته بإعطاء لذائذه أو يحرم من نيلها وهما نعيم الجنة وعذاب النار.

وبعبارة اخرى واضحة ، للإنسان مثلاً سعادة بحسب الطبيعة وشقاء بحسبها في بقائه شخصاً ونوعاً وهما منوطتان بفعله الطبيعي من الأكل والشرب والنكاح وقد زينت له بلذائذ مقدمية وهذا بحسب الطبيعة ثم إذا أخذ الإنسان في الاستكمال وأخذ في الفعالية بالشعور والإرادة صار نوعاً كماله هو الذي يختاره شعوره وإرادته فما لا يشعر به ولا يشائه ليس كمالاً لهذا الموجود الشاعر المريد وإن كان كمالاً طبيعياً وكذا العكس كما نرى أنا لا نلتذ بما لا نشعر به وإن كان من سعادة الطبيعة كصحة البدن والمال والولد ، ونلتذ بما نشعر به من اللذائذ وإن لم يطابق الخارج كالمريض المعتقد للصحه ونظائر ذلك فهذه اللذائذ المقدمية تصير كمالاً حقيقياً لهذا الإنسان وان كانت كمالات مقدمية للطبيعة فإذا أبقى الله سبحانه هذا الإنسان بقائاً مخلداً كانت سعادته هي التي يشائها من اللذائذ ، وشقائها هو الذي لا يشائه سواء كانت بحسب الطبيعة مقدمة أو لم يكن ؛ إذ من البديهي أن خير الشخص أو القوة الشاعرة المريدة هو فيما يعلم به ويشائه ، وشره فيما يعلم به ولا يريده.

فقد تحصل أن سعادة الإنسان أن ينال في الآخرة ما كان يريده من لذائذ الحيوة في الدنيا من الأكل والشرب والنكاح وما فوق ذلك وهو الجنة ، وشقائه أن لا ينال ذلك وهو النار. قال تعالى : (لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ) النحل ـ ٣١.

قوله تعالى : (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) وصف

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 3  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست