يدفعه أن
مرادهم بالمسحور والمجنون بفساد العقل بالسحر وأما تأثره عن السحر بمرض يصيبه في
بدنه ونحوه فلا دليل على مصونيته منه.
وفي المجمع ،
وروي : أن النبي صلىاللهعليهوآله كان كثيرا ما ـ يعوذ الحسن والحسين عليهالسلام بهاتين السورتين.
وفيه ، عن عقبة
بن عامر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنزلت علي آيات لم ينزل مثلهن المعوذتان ، أورده في
الصحيح.
أقول
: وأسندها في
الدر المنثور ، إلى الترمذي والنسائي وغيرهما أيضا ، وروي ما في معناه أيضا عن
الطبراني في الأوسط عن ابن مسعود ، ولعل المراد من عدم نزول مثلهن أنهما في العوذة
فقط ولا يشاركهما في ذلك غيرهما من السور.
وفي الدر
المنثور ، أخرج أحمد والبزار والطبراني وابن مردويه من طرق صحيحة عن ابن عباس وابن
مسعود أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول : لا تخلطوا القرآن بما ليس منه ـ إنهما
ليستا من كتاب الله ـ إنما أمر النبي أن يتعوذ بهما ، وكان ابن مسعود لا يقرأ
بهما.
أقول
: ثم قال
السيوطي قال البزار : ولم يتابع ابن مسعود أحد من الصحابة وقد صح عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قرأ بهما في الصلاة وقد أثبتنا في المصحف انتهى.
وفي تفسير
القمي ، بإسناده عن أبي بكر الحضرمي قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام ـ إن ابن مسعود كان يمحو المعوذتين من المصحف. فقال :
كان أبي يقول : إنما فعل ذلك ابن مسعود برأيه ـ وهو [ هماظ ] من القرآن.
أقول
: وفي هذا
المعنى روايات كثيرة من طرق الفريقين على أن هناك تواترا قطعيا من عامة المنتحلين
بالإسلام على كونهما من القرآن ، وقد استشكل بعض المنكرين لإعجاز القرآن أنه لو
كان معجزا في بلاغته لم يختلف في كون السورتين من القرآن مثل ابن مسعود ، وأجيب
بأن التواتر القطعي كاف في ذلك على أنه لم ينقل عنه أحد أنه قال بعدم نزولهما على
النبي صلىاللهعليهوآله أو قال بعدم كونهما معجزتين في بلاغتهما بل قال بعدم
كونهما جزء من القرآن وهو محجوج بالتواتر.
وفي الدر
المنثور ، أخرج ابن جرير عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : الفلق جب في جهنم مغطى.
أقول
: وفي معناه غير
واحد من الروايات في بعضها : قال صلىاللهعليهوآله : باب في النار إذ
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 20 صفحه : 394