نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 20 صفحه : 39
( كلام
في الجن )
الجن نوع من الخلق مستورون من حواسنا
يصدق القرآن الكريم بوجودهم ويذكر أنهم بنوعهم مخلوقون قبل نوع الإنسان ، وأنهم
مخلوقون من النار كما أن الإنسان مخلوق من التراب قال تعالى : « وَالْجَانَّ
خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ
» الحجر ٢٧.
وأن فيهم ذكورا
وإناثا يتكاثرون بالتوالد والتناسل قال تعالى : « وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ
يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ
» الجن ٦.
وأن لهم شعورا
وإرادة وأنهم يقدرون على حركات سريعة وأعمال شاقة كما في قصص سليمان
عليهالسلام وتسخير الجن له وقصة ملكة سبإ.
وأنهم مكلفون
كالإنسان ، منهم مؤمنون ومنهم كفار ، ومنهم صالحون وآخرون طالحون ، قال تعالى : « وَما خَلَقْتُ
الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
» الذاريات ٥٤ وقال
تعالى : « إِنَّا
سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ
» الجن : ٢ وقال : « وَأَنَّا مِنَّا
الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ
» الجن ١٤ وقال : « وَأَنَّا مِنَّا
الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ
» الجن ١١ وقال تعالى :
« قالُوا يا
قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما
بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ يا قَوْمَنا
أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ » الأحقاف ٣١ إلى غير ذلك من خصوصيات أحوالهم التي تشير
إليها الآيات القرآنية.
ويظهر من كلامه
تعالى أن إبليس من الجن وأن له ذرية وقبيلا قال تعالى : « كانَ مِنَ الْجِنِّ
فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ
» الكهف ٥٠ وقال تعالى :
« أَفَتَتَّخِذُونَهُ
وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي
» الكهف : ٥٠ وقال تعالى
: « إِنَّهُ
يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ » الأعراف ٢٧.
قوله
تعالى : « فَآمَنَّا بِهِ
وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً » إخبار عن إيمانهم بالقرآن وتصديقهم بأنه حق ، وقوله : « وَلَنْ نُشْرِكَ
بِرَبِّنا أَحَداً » تأكيد لمعنى إيمانهم به أن إيمانهم بالقرآن إيمان بالله الذي أنزله فهو
ربهم ، وأن إيمانهم به تعالى إيمان توحيد لا يشركون به أحدا أبدا.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 20 صفحه : 39