تشير السورة
إلى قصة نفر من الجن استمعوا القرآن فآمنوا به وأقروا بأصول معارفه ، وتتخلص منها
إلى تسجيل نبوة النبي صلىاللهعليهوآله ، والإشارة إلى وحدانيته تعالى في ربوبيته وإلى المعاد
، والسورة مكية بشهادة سياقها.
قوله
تعالى : « قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ
مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ
» أمر للنبي صلىاللهعليهوآله
أن يقص القصة لقومه ، والموحي هو الله سبحانه ، ومفعول « اسْتَمَعَ
» القرآن حذف لدلالة الكلام عليه ، والنفر الجماعة من ثلاثة إلى تسعة على المشهور
، وقيل : بل إلى أربعين.
والعجب
بفتحتين ما يدعو إلى التعجب منه لخروجه عن العادة الجارية في مثله ، وإنما وصفوا
القرآن بالعجب لأنه كلام خارق للعادة في لفظه ومعناه أتى به رجل أمي ما كان يقرأ
ولا يكتب.
والرشد إصابة الواقع وهو خلاف الغي ،
وهداية القرآن إلى الرشد دعوته إلى عقائد وأعمال تتضمن للمتلبس بها سعادته
الواقعية.
والمعنى : يا
أيها الرسول قل للناس : ( أُوحِيَ ) ـ أي أوحى الله ـ إلي أنه استمع القرآن جماعة من الجن
فقالوا ـ لقومهم لما رجعوا إليهم ـ إنا سمعنا كلاما مقروا خارقا للعادة يهدي إلى
معارف من عقائد وأعمال في التلبس بها إصابة الواقع والظفر بحقيقة السعادة.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 20 صفحه : 38