نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 20 صفحه : 354
ما أكلت طعاما أطيب منه قط ولا أنظف ـ ولكن ذكرت الآية التي في كتاب الله
عز وجل « ثُمَّ
لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ » فقال أبو جعفر عليهالسلام : إنما يسألكم عما أنتم عليه من الحق.
وفيه ، بإسناده
عن أبي حمزة قال : كنا عند أبي عبد الله عليهالسلام جماعة ـ فدعا بطعام ما لنا عهد بمثله لذاذة وطيبا ـ وأتينا
بتمر تنظر فيه أوجهنا من صفائه وحسنه ـ فقال رجل : لتسألن عن هذا النعيم الذي
تنعمتم به ـ عند ابن رسول الله ـ فقال أبو عبد الله إن الله عز وجل أكرم وأجل ـ أن
يطعم طعاما فيسوغكموه ثم نسألكم عنه ـ إنما يسألكم عما أنعم عليكم بمحمد وآل محمد صلىاللهعليهوآله.
أقول
: وهذا المعنى
مروي عن أئمة أهل البيت عليهالسلام بطرق أخرى وعبارات مختلفة وفي بعضها أن النعيم ولايتنا
أهل البيت ، ويئول المعنى إلى ما قدمناه من عموم النعيم لكل نعمة أنعم الله بها
بما أنها نعمة.
بيان ذلك أن
هذه النعم لو سئل عن شيء منها فليست يسأل عنها بما أنها لحم أو خبز أو تمر أو ماء
بارد أو أنها سمع أو بصر أو يد أو رجل مثلا وإنما يسأل عنها بما أنها نعمة خلقها
الله للإنسان وأوقعها في طريق كماله والحصول على التقرب العبودي كما تقدمت الإشارة
إليه وندبه إلى أن يستعملها شكرا لا كفرا.
فالمسئول عنها
هي النعمة بما أنها نعمة ، ومن المعلوم أن الدال على نعيمية النعيم وكيفية
استعماله شكرا والمبين لذلك كله هو الدين الذي جاء به النبي صلىاللهعليهوآله ونصب لبيانه الأئمة من أهل بيته فالسؤال عن النعيم
مرجعه السؤال عن العمل بالدين في كل حركة وسكون ومن المعلوم أيضا أن السؤال عن
النعيم الذي هو الدين سؤال عن النبي صلىاللهعليهوآله والأئمة من بعده الذين افترض الله طاعتهم وأوجب اتباعهم
في السلوك إلى الله الذي طريقه استعمال النعم كما بينه الرسول والأئمة.
وإلى كون
السؤال عن النعيم سؤالا عن الدين يشير ما في رواية أبي خالد من قوله : « إنما
يسألكم عما أنتم عليه من الحق ».
وإلى كونه
سؤالا عن النعيم الذي هو النبي وأهل بيته يشير ما في روايتي جميل وأبي حمزة
السابقتين من قوله : « يسأل هذه الأمة عما أنعم الله عليها برسوله ثم بأهل بيته »
أو ما في معناه ، وفي بعض الروايات : « النعيم هو رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ أنعم الله به على أهل العالم ـ
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 20 صفحه : 354