responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 351

هذه النعم التي أوتوها ليشكروا فتلهوا بها وبدلوا نعمة الله كفرا.

والسورة بما لها من السياق تحتمل المكية والمدنية ، وسيأتي ما ورد في سبب نزولها في البحث الروائي إن شاء الله.

قوله تعالى : « أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ » قال في المفردات : اللهو ما يشغل الإنسان عما يعنيه ويهمه. قال ، ويقال : ألهاه كذا أي شغله عما هو أهم إليه ، قال تعالى : « أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ » انتهى.

وقال : والمكاثرة والتكاثر التباري في كثرة المال والعز ، انتهى. وقال : المقبرة بكسر الميم ـ والمقبرة ـ بفتحها ـ موضع القبور وجمعها مقابر ، قال تعالى : « حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ » كناية عن الموت ، انتهى.

فالمعنى على ما يعطيه السياق شغلكم التكاثر في متاع الدنيا وزينتها والتسابق في تكثير العدة والعدة عما يهمكم وهو ذكر الله حتى لقيتم الموت فعمتكم الغفلة مدى حياتكم.

وقيل : المعنى شغلكم التباهي والتباري بكثرة الرجال بأن يقول هؤلاء : نحن أكثر رجالا ، وهؤلاء : نحن أكثر حتى إذا استوعبتم عدد الأحياء صرتم إلى القبور فعددتم الأموات من رجالكم فتكاثرتم بأمواتكم.

وهذا المعنى مبني على ما ورد في أسباب النزول أن قبيلتين من الأنصار تفاخرتا بالأحياء ثم بالأموات ، وفي بعضها أن ذلك كان بمكة بين بني عبد مناف وبني سهم فنزلت السورة ، وسيأتي القصة في البحث الروائي.

قوله تعالى : « كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ » ردع عن اشتغالهم بما لا يهمهم عما يعنيهم وتخطئة لهم ، وقوله : « سَوْفَ تَعْلَمُونَ » تهديد معناه على ما يفيده المقام سوف تعلمون تبعة تلهيكم هذا وتعرفونها إذا انقطعتم عن الحياة الدنيا.

قوله تعالى : « ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ » تأكيد للردع والتهديد السابقين ، وقيل : المراد بالأول علمهم بها عند الموت وبالثاني علمهم بها عند البعث.

قوله تعالى : « كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ » ردع بعد ردع تأكيدا واليقين العلم الذي لا يداخله شك وريب.

وقوله : « لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ » جواب لو محذوف والتقدير لو تعلمون الأمر علم اليقين لشغلكم ما تعلمون عن التباهي والتفاخر بالكثرة ، وقوله : « لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ » استئناف في

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست