نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 20 صفحه : 334
فقد اتفقت
أخبار أهل البيت عليهالسلام أنها باقية متكررة كل سنة ، وأنها ليلة من ليالي شهر
رمضان وأنها إحدى الليالي الثلاث.
وأما من طرق
أهل السنة فقد اختلفت الروايات اختلافا عجيبا يكاد لا يضبط والمعروف عندهم أنها
ليلة سبع وعشرون فيها نزل القرآن ، ومن أراد الحصول عليها فليراجع الدر المنثور
وسائر الجوامع.
وفي الدر
المنثور ، أخرج الخطيب عن ابن المسيب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : رأيت بني أمية يصعدون منبري فشق ذلك علي ـ فأنزل الله
إنا أنزلناه في ليلة القدر.
أقول
: وروي أيضا
مثله عن الخطيب في تاريخه ، عن ابن عباس ، وأيضا ما في معناه عن الترمذي وابن جرير
والطبراني وابن مردويه والبيهقي عن الحسن بن علي وهناك روايات كثيرة في هذا المعنى
من طرق الشيعة عن أئمة أهل البيت عليهالسلام وفيها أن الله تعالى سلا نبيه صلىاللهعليهوآله بإعطاء ليلة القدر وجعلها خيرا من ألف شهر وهي مدة ملك
بني أمية.
وفي الكافي ،
بإسناده عن ابن أبي عمير عن غير واحد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال له بعض أصحابنا ولا أعلمه إلا سعيد السمان : كيف
تكون ليلة القدر خيرا من ألف شهر؟ قال : العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ـ ليس
فيها ليلة القدر.
وفيه ، بإسناده
عن الفضيل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران أنه سأل أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عز وجل : « إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ » قال : نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان ـ في
العشر الأواخر ـ فلم ينزل القرآن إلا في ليلة القدر ـ قال الله عز وجل : « فِيها يُفْرَقُ كُلُّ
أَمْرٍ حَكِيمٍ ».
قال : يقدر في
ليلة القدر كل شيء ـ يكون في تلك السنة إلى مثلها من قابل : خير وشر طاعة ومعصية
ومولود وأجل أو رزق ـ فما قدر في تلك الليلة وقضي فهو المحتوم ـ ولله عز وجل فيه
المشية.
قال : قلت : « لَيْلَةُ الْقَدْرِ
خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ » أي شيء عنى بذلك؟ فقال : والعمل الصالح فيها من الصلاة والزكاة ـ وأنواع
الخير خير من العمل في ألف شهر ـ ليس فيها ليلة القدر ، ولو لا ما يضاعف الله
تبارك وتعالى للمؤمنين ما بلغوا ـ ولكن الله يضاعف لهم الحسنات.
أقول
: وقوله : ولله
فيه المشية يريد به إطلاق قدرته تعالى فله أن يشاء ما يشاء
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 20 صفحه : 334