responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 325

من طريق الوحي فعلى الإنسان أن يشكره على ذلك لكنه يكفر بنعمته تعالى ويطغى.

وقوله : « إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى » أن يتعدى طوره ، وهو إخبار بما في طبع الإنسان ذلك كقوله : « إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ » إبراهيم : ٣٤.

وقوله : « أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى » من الرأي دون الرؤية البصرية ، وفاعل « رَآهُ » ومفعوله الإنسان. وجملة « أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى » في مقام التعليل أي ليطغى لأنه يعتقد نفسه مستغنيا عن ربه المنعم عليه فيكفر به ، وذلك أنه يشتغل بنفسه والأسباب الظاهرية التي يتوصل بها إلى مقاصده فيغفل عن ربه من غير أن يرى حاجة منه إليه تبعثه إلى ذكره وشكره على نعمه فينساه ويطغى.

قوله تعالى : « إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى » الرجعى هو الرجوع والظاهر من سياق الوعيد الآتي أنه وعيد وتهديد بالموت والبعث ، والخطاب للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقيل : الخطاب للإنسان بطريق الالتفات للتشديد ، والأول أظهر.

قوله تعالى : « أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى » بمنزلة ذكر بعض المصاديق للإنسان الطاغي وهو كالتوطئة لوعيده بتصريح العقاب والنهي عن طاعته والأمر بعبادته تعالى ، والمراد بالعبد الذي كان يصلي هو النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على ما يستفاد من آخر الآيات حيث ينهاه صلى‌الله‌عليه‌وآله عن طاعة ذلك الناهي ويأمره بالسجود والاقتراب.

وسياق الآيات ـ على تقدير كون السورة أول ما نزل من القرآن ونزولها دفعة واحدة ـ يدل على صلاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل نزول القرآن وفيه دلالة على نبوته قبل رسالته بالقرآن.

وأما ما ذكره بعضهم أنه لم يكن الصلاة مفروضة في أول البعثة وإنما شرعت ليلة المعراج على ما في الأخبار وهو قوله تعالى : « أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ » إسراء : ٧٨.

ففيه أن المسلم من دلالتها أن الصلوات الخمس اليومية إنما فرضت بهيئتها الخاصة ركعتين ركعتين ليلة المعراج ولا دلالة فيها على عدم تشريعها قبل وقد ورد في كثير من السور المكية ومنها النازلة قبل سورة الإسراء كالمدثر والمزمل وغيرهما ذكر الصلاة بتعبيرات مختلفة وإن لم يظهر فيها من كيفيتها إلا أنها كانت مشتملة على تلاوة شيء من القرآن والسجود.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 325
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست