responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 324

والمراد به ما يستحيل إليه النطفة في الرحم.

ففي الآية إشارة إلى التدبير الإلهي الوارد على الإنسان من حين كان علقة إلى حين يصير إنسانا تاما كاملا له من أعاجيب الصفات والأفعال ما تتحير فيه العقول فلم يتم الإنسان إنسانا ولم يكمل إلا بتدبير متعاقب منه تعالى وهو بعينه خلق بعد خلق فهو تعالى رب مدبر لأمر الإنسان بعين أنه خالق له فليس للإنسان إلا أن يتخذه وحده ربا ففي الكلام احتجاج على توحيد الربوبية.

قوله تعالى : « اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ » أمر بالقراءة ثانيا تأكيدا للأمر الأول على ما هو ظاهر سياق الإطلاق.

وقيل : المراد به الأمر بالقراءة على الناس وهو التبليغ بخلاف الأمر الأول فالمراد به الأمر بالقراءة لنفسه ، كما قيل : إن المراد بالأمرين جميعا الأمر بالقراءة على الناس ، والوجهان غير ظاهرين.

وقوله : « وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ » أي الذي يفوق عطاؤه عطاء ما سواه فهو تعالى يعطي لا عن استحقاق وما من نعمة إلا وينتهي إيتاؤها إليه تعالى.

وقوله : « الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ » الباء للسببية أي علم القراءة أو الكتابة والقراءة بواسطة القلم والجملة حالية أو استئنافية ، والكلام مسوق لتقوية نفس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وإزالة القلق والاضطراب عنها حيث أمر بالقراءة وهو أمي لا يكتب ولا يقرأ كأنه قيل : اقرأ كتاب ربك الذي يوحيه إليك ولا تخف والحال أن ربك الأكرم الذي علم الإنسان القراءة بواسطة القلم الذي يخط به فهو قادر على أن يعلمك قراءة كتابه وأنت أمي وقد أمرك بالقراءة ولو لم يقدرك عليها لم يأمرك بها.

ثم عمم سبحانه النعمة فذكر تعليمه للإنسان ما لم يعلم فقال : « عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ » وفيه مزيد تقوية لقلب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وتطييب لنفسه.

والمراد بالإنسان الجنس كما هو ظاهر السياق وقيل : المراد به آدم عليه‌السلام ، وقيل : إدريس عليه‌السلام لأنه أول من خط بالقلم ، وقيل : كل نبي كان يكتب وهي وجوه ضعيفة بعيدة عن الفهم.

قوله تعالى : « كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى » ردع عما يستفاد من الآيات السابقة أنه تعالى أنعم على الإنسان بعظائم نعم مثل التعليم بالقلم وسائر ما علم والتعليم

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست