responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 323

جمع لا يقال : قرأت القوم إذا جمعتهم ، ويدل على ذلك أنه لا يقال : للحرف الواحد إذا تفوه به : قراءة انتهى.

وعلى أي حال ، يقال : قرأت الكتاب إذا جمعت ما فيه من الحروف والكلمات بضم بعضها إلى بعض في الذهن وإن لم تتلفظ بها ، ويقال : قرأته إذا جمعت الحروف والكلمات بضم بعضها إلى بعض في التلفظ ، ويقال قرأته عليه إذا جمعت بين حروفه وكلماته في سمعه ويطلق عليها بهذا المعنى التلاوة أيضا قال تعالى : « رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً » البينة : ٢.

وظاهر إطلاق قوله : « اقْرَأْ » المعنى الأول والمراد به الأمر بتلقي ما يوحيه إليه ملك الوحي من القرآن فالجملة أمر بقراءة الكتاب وهي من الكتاب كقول القائل في مفتتح كتابه لمن أرسله إليه : اقرأ كتابي هذا واعمل به فقوله هذا أمر بقراءة الكتاب وهو من الكتاب.

وهذا السياق يؤيد أولا ما ورد أن الآيات أول ما نزل من القرآن على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وثانيا أن التقدير اقرأ القرآن أو ما في معناه ، وليس المراد مطلق القراءة باستعمال « اقرأ » استعمال الفعل اللازم بالإعراض عن المفعول ، ولا المراد القراءة على الناس بحذف المتعلق وإن كان ذلك من أغراض النزول كما قال : « وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً » إسراء : ١٠٦ ، ولا أن قوله : « بِاسْمِ رَبِّكَ » مفعول « اقْرَأْ » والباء زائدة والتقدير اقرأ اسم ربك أي بسمل.

وقوله : « بِاسْمِ رَبِّكَ » متعلق بمقدر نحو مفتتحا ومبتدئا أو باقرأ والباء للملابسة ولا ينافي ذلك كون البسملة المبتدأة بها السورة جزء من السورة فهي من كلام الله افتتح سبحانه بها وأمر أن يقرأ مبتدئا بها كما أمر أن يقرأ قوله : « اقْرَأْ بِاسْمِ » إلخ ففيه تعليم بالعمل نظير الأمر بالاستثناء في قوله : « وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ » الكهف : ٢٤ فافهم ذلك.

وفي قوله : « رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ » إشارة إلى قصر الربوبية في الله عز اسمه وهو توحيد الربوبية المقتضية لقصر العبادة فيه فإن المشركين كانوا يقولون : إن الله سبحانه ليس له إلا الخلق والإيجاد وأما الربوبية وهي الملك والتدبير فلمقربي خلقه من الملائكة والجن والإنس فدفعه الله بقوله : « رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ » الناص على أن الربوبية والخلق له وحده.

وقوله : « خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ » المراد جنس الإنسان المتناسل والعلق الدم المنجمد

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست