responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 319

والسورة مكية وتحتمل المدنية ويؤيد نزولها بمكة قوله : « وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ » وليس بصريح فيه لاحتمال نزولها بعد الهجرة وهو صلى‌الله‌عليه‌وآله بمكة.

قوله تعالى : « وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ » قيل : المراد بالتين والزيتون الفاكهتان المعروفتان أقسم الله بهما لما فيهما من الفوائد الجمة والخواص النافعة ، وقيل المراد بهما شجرتا التين والزيتون ، وقيل : المراد بالتين الجبل الذي عليه دمشق وبالزيتون الجبل الذي عليه بيت المقدس ، ولعل إطلاق اسم الفاكهتين على الجبلين لكونهما منبتيهما ولعل الإقسام بهما لكونهما مبعثي جم غفير من الأنبياء وقيل غير ذلك.

والمراد بطور سينين الجبل الذي كلم الله تعالى فيه موسى بن عمران عليه‌السلام ، ويسمى أيضا طور سيناء.

والمراد بهذا البلد الأمين مكة المشرفة لأن الأمن خاصة مشرعة للحرم وهي فيه قال تعالى : « أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً » العنكبوت : ٦٧ وفي دعاء إبراهيم عليه‌السلام على ما حكى الله عنه : « رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً » البقرة : ١٢٦ ، وفي دعائه ثانيا : « رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً » إبراهيم : ٣٥.

وفي الإشارة بهذا إلى البلد تثبيت التشريف عليه بالتشخيص وتوصيفه بالأمين إما لكونه فعيلا بمعنى الفاعل ويفيد معنى النسبة والمعنى ذي الأمن كاللابن والتامر وإما لكونه فعيلا بمعنى المفعول والمراد البلد الذي يؤمن الناس فيه أي لا يخاف فيه من غوائلهم ففي نسبة الأمن إلى البلد نوع تجوز.

قوله تعالى : « لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ » جواب للقسم والمراد بكون خلقه في أحسن تقويم اشتمال التقويم عليه في جميع شئونه وجهات وجوده ، والتقويم جعل الشيء ذا قوام وقوام الشيء ما يقوم به ويثبت فالإنسان والمراد به الجنس ذو أحسن قوام بحسب الخلقة.

ومعنى كونه ذا أحسن قوام بحسب الخلقة على ما يستفاد من قوله بعد : « ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ » إلخ صلوحه بحسب الخلقة للعروج إلى الرفيع الأعلى والفوز بحياة خالدة عند ربه سعيدة لا شقوة معها ، وذلك بما جهزه الله به من العلم النافع ومكنه منه من العمل الصالح قال تعالى : « وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها » الشمس : ٨ فإذا آمن بما علم وزاول صالح العمل رفعه الله إليه كما قال : « إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ » فاطر : ١٠ ، وقال : « وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ » الحج : ٣٧.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 319
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست